الحوار العائلي يعطي الطفل ثقته بنفسه ويجعله كائنا اجتماعيا ناجحا.
واثق من نفسه دون خجل أو وجل
يقف الخجل عائقاً بيننا وبين أهدافنا.. وكم من مرةٍ فشل فيها بعضنا بالتعبير عن ذاته بشكل صحيح بسبب الخجل.
وليست للخجل أعراض دائمة أو حتى ثابتة. ولكن هذه الأعراض تظهر عند تعرض الشخص الخجول لموقف يعتبر غير عادي بالنسبة له، كلقاء الغرباء أو سماع أي شيء غريب أومشاهدة ما لم يألفه من صور وتصرفات. أما الأعراض التى تظهر على الخجول فهى تقسم إلى أعراض ظاهرية وأعراض داخلية.
وتأتي الأعراض الظاهرية متمثلة باحمرار وجه وأذني الشخص الخجول، وأحياناً ارتعاش اليديدن والتلعثم في الكلام. في حين يعتبر ازدياد سرعة نبضات القلب، وجفاف الحلق والارتفاع البسيط في درجة حرارة الجسم من الأعراض الداخلية.
وغالباً ما تظهر بوادر الخجل على شخصياتنا في مرحلة الطفولة، تلك المرحلة التي يبدأ عالمنا فيها بالاتساع شيئاً فشيئاً. لذا فمن الضروري مقاومة ملامح الخجل فور ظهورها عند الطفل، لأن مقاومتها في سنٍ أكبر تصبح مهمة في غاية الصعوبة.
وعند البدء بهذه المعالجة علينا أولاً أن ندرس محيط طفلنا وأن نخلق له الجو الصحي الذي يحوّله من طفل خجول لطفل واثق من نفسه وجريء.
ويقول الدكتور برناردوجيه.كاردوتشي، في كتابه "كيف تخلّص طفلك من الخجل؟": "أهم شيء هو أن يكون لطفلك مجموعة كبيرة ومتنوعة من الخبرات الاجتماعية تعكس اهتمامه، فساعده على التواصل مع الأطفال الآخرين، وعلّمه كيف يصبح فرداً داخل جماعة. فهو يحتاج الى قضاء بعض الوقت في أماكن عامة مثل دروس السباحة أو ممارسة كرة القدم مع فريق.
وهو يحتاج لقضاء بعض الوقت مع أطفال جدد وأيضا مع الأصدقاء القدامى لكي يكون حقاً على طبيعته. تأكد من أنك توفر لطفلك كل تلك الفرص مهما كان مدى خجله".
كذلك من المهم جدأ سؤال الطفل عن آرائه ومكنوناته، وعدم إسكاته أو مقاطعته، ليعتاد التعبير عن نفسه بطريقة واعية وصحيحة. ولكن علينا تجنب السماع له بصورة مفرطة، ومساعدته الدائمة والمبالغ فيها، اذا أزعجه شخص ما أو حدث ما، فهذا يجعل منه إنساناً هشاً وغير قادر على معالجة مشاكله.
ويزيد من هشاشته أكثر، تدليله بشكلٍ كبير وبطريقة خارجة عن الحدود الطبيعية. وهنا قد يلجأ البعض إلى الجهة المعاكسة من التدليل، وهي القسوة على الطفل حتى يعتاد قسوة الحياة ويكون على قدرٍ من المسؤولية. لكن هذا غير صحيح تماماً، فالقسوة عليه وتكليفه بوظيفة خارجة عن حدود طاقته، يدفعه إلى منطقة أكثر سوءاً من الخجل وهي منطقة الخوف من العقاب والقلق، وبالتالي سيعتمد أسلوب الهرب والكذب حتى يبعد نفسه عن العقاب.
كل تلك الطرق سوف تساعد طفلك على تغيير شخصيته وتغيير استجابته السائدة والمعتادة، وتخلق لديه الرغبة في الإقدام نحو ما يتجنبه عادةً وما يخشاه.
فقط ركزوا على نقاط القوة لديه وأخبروه أن معظم المشاهير والفنانين والسياسيين، كانوا خجولين في طفولتهم.