لولو والنحلة
جلست لولو بالشرفة تنظر للورود التي زرعها والدها ...
كانت الورود متعددة الألوان الأصفر والأحمر والزهري والأبيض
كانت لولو تحب الورود كثيرا وتحب رائحتها ، تهتم بها وترويها كل يوم ...
جاءت نحلة من السماء لونها اصفر دخلت فم الورود وانتقلت من وردة لوردة......
لولو صغيرة لم تعرف أن النحل يتغذى من الورود ....
ظنت ان النحلة حشرة شريرة تريد ان تؤذي الورود الملونة وتلتهم أوراقها ...
طردتها لولو بعصا صغيرة.....
هربت النحلة بعيدا وعندما غابت لولو عادت للورود مرة أخرى
لمحتها لولو من خلف النافذة وراحت تفكر بطريقة لتبعد النحلة الشريرة عن الورود ....
قررت نقل الورود من الشرفة إلى داخل الغرفة حتى لا تصلها النحلة ...
في اليوم التالي أخذت لولو تراقب النحلة من خلف النافذة
فوجدتها مصابة بدوار
كانت تدور حول نفسها في الشرفة بحثا عن الورود ظلت تدور وتدور الى ان سقطت وظلت تبكي وتصيح : زززززززززززززززززززززززززززززززززززززززززززززززززز ززززززززز
لم تفهم لولو ما سبب بكاء النحلة ....
ركضت نحو والدها وأخبرته أن هناك نحلة تبكي بالشرفة
ذهب والدها معها ليرى النحلة....
تعجب وسأل لولو : أين الورود؟؟
أجابته لولو : لقد قمت بنقلها للداخل حتى لاتصلها النحلة
رد عليها : لهذا السبب تبكي النحلة يا لولو إنها تشعر بالجوع ..
حزنت لولو على النحلة و ذهبت لإحضار قطع من البسكويت للنحلة..
افهمها والدها أن النحل لا ياكل الا رحيق الورود حتى يصنع العسل الحلو....
كما أن الورد بحاجة لأشعة الشمس .
فإذا أردت يا لولو ان تاكلي عسلا حلوا احضري الورد وضعيه بالشرفة .
أرجعت لولو الورد للشرفة ..
وظلت تراقب النحلة والورود و تنتظر العسل الحلو
قوس قزح
----------------------
هذا أنا، أيّها الأصدقاء، صرت في العاشرة من عمري، أحبّ مثلكم الشمس والأشجار والأزهار والعصافير المغرّدة..
أحبّ أمي وأبي وإخوتي . وأهلي وجيراني.. أحبّ مدرستي وأساتذتي.. أحمل حقيبتي الجلدية، وأنطلق باكراً إليها..
أصدقائي هناك ينتظرونني، وسنقضي أجمل الأوقات، أنا أعاملهم بلطف ومودّة، وهم كذلك، الأصدقاء يتعاملون دائماً
بلطف ومحبّة ومودّة وتهذيب..
وفي يوم العطلة، ألعب معهم، نركض، نقفز.. نتبارى في الوثب والجري، والتقاط الكرة وهي تطير في الفضاء..
لكنني، اليوم ، حزين..
هل تعرفون لماذا؟**
اليوم، هو يوم الجمعة، يوم العطلة الأسبوعية، وأنا لاأستطيع الّلعب مع أصدقائي، لأنّ الجو ماطر،...
منذ الصّباح الباكر ، والسماء ملبّدة بالغيوم الداكنة والمطر ينهمر بغزارة ، ولن أتمكّن من الخروج إلى اللعب
وقفتُ خلف النافذة، في غرفة الجلوس بدأت أراقب هطول المطر.. كانت حبّاته الكبيرة تنقر زجاج النافذة ، بلطف
أولاً.. تب.. تب.. تب.. تبتب، تبتب، تب.. تب.. ثمّ ازدادت.. ياه.. كأنها حبال تصل الأرض بالسماء،
وازدادت أكثر حتى خلتُ أنّ سطولاً تندلق..وش..وش.. وش.. مطر غزير.. والأشجار بدأت تغتسل،
والطرقات تستحمّ، لقد صارت نظيفة لامعة!..
ولم تمض ساعة أخرى ، حتى انقطع المطر..
وشاهدت مجموعة من الألوان الجميلة الشفّافة، كأنها الجسر المعلّق،... دُهشت، ولم أعرف ما الذي
يتسلّقُ السّماءِ، وينتصب في وسطها.. سألت أمّي:
- ما هذا الذي يشبه الجسر.. جسر النّهر الحجريّ؟!
مسحتْ أمي بحنان فوق رأسي، وقالتْ:
- إنّه قوس قزح!
سألت ثانيةً:
- ومن بنى هذا القوس؟
ضحكت أمي. لقد أدهشها سؤالي، ضمتّني إليها، وبدأت تشرح، كيف يتشكّل قوس قزح:
- انظر. لقد طلعت الشمس، وتلك أشعتها تنعكس على قطرات المطر.. والضوء الأبيض يتحلّل
إلى طَيْفهِ الّلوني،.. انظر ، هذه ألوان الطيف من الأعلى بدأت تتدرّج.. اللون الأحمر، والبرتقالي،
والأصفر والأخضر، والأزرق، والنّيلي، والبنفسجي.. هتفتُ بفرح:
- سبعة ألوان جميلة، ياأمي ، سبعة ألوان!..
هزّت رأسها ، وهمستْ:
-ما أروع جمال الطبيعة.. ما أروع ما فيها من رقّةٍ وجمال!..
لقد أعجبني قوس قزح، أعجبني كثيراً حتى إنّني قصصت دائرةً من ورقٍ مقوّى' قسّمتها
إلى سبعة قطاعات، هي ألوان الطّيف، لوّنتها بدقّة، ثم ألصقتها على بكرة خيوط فارغة لأجعلها تدور،
بعد أن ثقبت بقلم الرصاص مركز المحور.. هاهي ذي تدور.. تندمج الألوان، وتدور.. ألوان الطيف
الشفّافة تدور.. وحين تزيد سرعتها تبدو الدائرة ذات لون أبيض.. ما أجمل هذا!!..
كانت لعبة جديدة من ألعابي، سوف أفاجئ بها أصدقائي وأصحابي..
لقد حبسني المطر ذلك النهار..
لكنني استفدت كثيراً، فأنا قمت بعمل نافع.. وما زلت أفكّر بأن أكتشف شيئاً جديداً..ربّما-
في المرة القادمة- أتسلّق قوس قزح.. وأعرف ما يدهش أكثر.. ربّما..
الأميرة لؤلؤة وملك الغابة
بقلم: ديمة سحويل من رام الله
كان يا ما كان في سالف العصر والزمان مملكة سعيدة يحكمها ملك عادل كان له من الأولاد
أربعة صبيان وفتاة واحدة وكانت هذه الفتاة هي الأقرب إلى قلب والدها الملك.كان اسم الأميرة
الصغيرة لؤلؤة كانت تتصف بالعناد وهي الصفة الوحيدة التي تمنى والدها أن تتخلص منها أميرته
ولا تكبر معها،خصوصا أن العناد صفة تؤدي دائما بصاحبها إلى أمور غير محمودة عقباها.
إلا أن الأميرة لؤلؤة لصغر سنها لم تكن تتخيل بان أي مكروه سيلحق بها طالما هي في كنف
ملك البلاد الذي يملك قوة ملك الغابة الذي سمعت عنه بالقصص التي ترويها لها مربيتها قبل النوم..
الأميرة لؤلؤة عرفت عن ملك الغابة انه يجلس بعرينه ولا يتحرك منه إلا إذا سمع نجدة من حيوان
ضعيف من وحوش الغابة ،هكذا تصورت الأميرة الصغيرة ملك الغابة ..
ظنت انه كوالدها ملك البلاد فلطالما استغاث به الضعفاء من أبناء شعبه لحمايتهم ونصرتهم .
وفي يوم من أيام المملكة السعيدة أعلن الملك عن بدء الاحتفال السنوي الذي يقام في كل عام إيذانا
ببدء رحلة الصيد السنوية التي يقوم بها الملك وأبناؤه الصبيان و خيرة الصيادين في المملكة.
احتفال هذا العام مختلف أيضا لان اصغر أبناء الملك من الصبيان الأمير مرجان سينضم للرحلة أول
مرة خاصة وانه بلغ من العمر عشرة أعوام.
كان الأمير مرجان هو أكثر الإخوة المقربين لقلب أخته الصغيرة لؤلؤة .
في صباح اليوم التالي من الاحتفال الكبير الذي زين أرجاء البلاد بالسعادة بدأ الملك وحاشيته من
الأمراء والوزراء والصيادين والجنود التأهب للرحلة.
في هذه الأثناء كانت الأميرة لؤلؤة تلتصق برداء والدها الملك وتترجاه باكية ان يصطحبها
معه خاصة وان أخيها مرجان سيرافقهم في هذه الرحلة.
ابتسم الملك ضاحكا وقُبلها على جبينها قائلا : أعدك بان اصطاد لك أنا
ومرجان غزالا صغيرا يكون صديقا جديدا لك.
وافهمها بان رحلة الصيد تقتصر على الرجال دون النساء لما فيها من خشونة ومشقة وتعب .
اصطحبتها المربية برفق بأمر من الملك إلى داخل القصر و ظلت الأميرة تبكي متشبثة بذيل
رداء والدها الملك إلا أن أصابعها الطرية لم تقوى على التمسك بالثوب لفترات طويلة.
ومضى الركب برحلته …..
ظلت الأميرة الصغيرة تبكي و تبكي..مما أثار حنق والدتها عليها و أمرت المربية على الفور
أن تذهب بها إلى غرفتها عقابا لها على عنادها وعدم انصياعها للأوامر..
ظلت الأميرة بغرفتها وحيدة تتنهد وتراقب موكب الملك وهو يمضي من نافذة غرفتها..
فجأة توقفت الأميرة لؤلؤة عن البكاء وطرأت على بالها فكرة بان تلحق بالموكب خاصة
وأنهم لم يبتعدوا كثيرا، بان تقتفي آثار حوافر الخيول التي تجر عربة الملك وخيول الحاشية.
وبالفعل استطاعت أن تتسلل من غرفتها دون أن تلحظها والدتها الملكة أو مربيتها أو احد
من الخدم إلى إسطبل الخيول واستطاعت أن تمتطي فرسها لؤلؤ وتتسلل خارج أسوار القصر
دون أن يلحظها احد من الحراس
لا ن البوابات ما زالت مفتوحة.
مضت الأميرة لؤلؤة على ظهر فرسها مقتفية آثار الحوافر التي كانت واضحة وضوح الشمس
البازغة في سماء البلاد.. وظلت تسير متتبعة الآثار إلى أن اعتراها التعب الشديد من حرارة الجو
فجذبها صوت خرير المياه النابعة من النهر المنساب على مدخل الغابة فنزلت من على ظهر جوادها
وشربت بكفيها الصغيرين ما روى عطشها وغسلت وجهها الصغير بماء النهر البارد لتهُمد الاحمرار
الذي علا خديها الناعمين …
استلقت تحت ظلال شجرة كبيرة وعلى نغمات زقزقة العصافير وتضارب أوراق الشجر ونسمات
الهواء الباردة الممتزجة برائحة الورود و الأعشاب العطرية راحت الأميرة في سبات عميق مستسلمة
للنوم غافلة عن مهمتها باللحاق بآثار حوافر خيول موكب الملك حتى لا تضل الطريق …
فتحت الأميرة الصغيرة عيناها على السماء الزرقاء فلم تجدها ، لقد وجدت بساطا اسودا كبير
يزدان بالنجوم اللامعة المتلألئة كتلألؤ دموعها التي راحت تنهمر من عينيها من شدة خوفها
من سكون المكان وظلمته..
بدأت تشعر بالبرد الشديد.
و تتساءل عن سبب وجودها في هدا المكان الموحش وحيدة ؟
لم يخفف من انقباض قلبها الصغير سوى وجود فرسها لؤلؤ بالقرب منها
ظلت تبكي إلى أن اغرورقت عيناها بالدموع فأثقلت جفنيها الصغيرين واستسلمت للنوم
مرة أخرى تحت حوافر لؤلؤ ….
نسجت السماء خيوط الصباح الأولى ، وداعبت أشعة الشمس وجنات وجهها .
استيقظت الأميرة الصغيرة وألقت تحية الصباح على جوادها لؤلؤ وامتطته عازمة على تتبع حوافر خيول الموكب الملكي الماضي في رحلة الصيد..
انقطع خط سير الموكب واختفى لان هناك العديد من الحيوانات التي مرت وطبعت أثارها فوق الحوافر.
في هذه اللحظة دب الرعب من جديد بقلب الأميرة الصغيرة...
لم تجد أي طريقة سوى الصياح بعلو صوتها وراحت تنادي على والدها ومرجان وبقية إخوتها … أبــــــــــــــــي ......مـــــــــــــرجــــــــان
في هذه الأثناء كان موكب الملك لا يبعد عن مكان الأميرة الصغيرة سوى بضعة أمتار لان الملك والحاشية كانوا يأخذون قسطا من الراحة عند ضفاف النهر وكان الأمير مرجان يجلس على حواف ضفته فجأة سمع صوت مرتجف ضعيف متقطع ينادي مرجـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــان ! ! !
نهض من مكانه وراح يسترق السمع جيدا فسمع الصوت مرة أخرى ركض باتجاه والده الملك أبي أبي لقد سمعت صوت لؤلؤة تناديني ، ضحك الملك وكل افراد الحاشية على مرجان ، ربت الملك على كتف صغيره مرجان وقال له : ياعزيزي انا اعلم انك مشتاق للؤلؤة ولكن هل يعقل ان تصل لؤلؤة للمكان وأوضح له أنهم بالغابة وانهم بعيدون عن القصر كثيرا ولؤلؤة الصغيرة لا تتعدى تحركاتها غرف القصر وان طالت رحلتها تكون قد وصلت إلى الإسطبل لتطمئن على فرسها لؤلؤ .
اقتنع مرجان بكلام والده ورجع إلى ضفة النهر حيث كان يجلس ..
ولكن الصوت كان صوت الأميرة لؤلؤة..... كم هي مسكينة لؤلؤة...
خاب رجاؤها و ضعف صوتها ولم يسمعها احد ظلت تنادي إلى أن استجاب لندائها
على غير ما كانت تتمنى دب ضخم كبير.
بدأ الجواد لؤلؤ يتراجع إلى الوراء و تعثر بحجرة أسقطت الأميرة الصغيرة من على
ظهره فمد الدب يده ليلتقط جسدها الصغير بمخالبه.....
انقض الجواد لؤلؤ بكل بسالة على الدب حتى يشغله عن التقاط أميرته فغرس الدب
أنيابه الحادة بظهر ه محدثا جروحا عميقة بها.
إلا أن الجواد استبسل بالدفاع عن اميرته حتى لفظ أنفاسه الأخيرة ولكن بعد أن أرغم الدب على التراجع.
ومات الجواد لؤلؤ أمام أعين الأميرة وسط حالة من الهلع اعترت الأميرة الصغيرة بفقدانها لجوادها .
تساءلت الأميرة لؤلؤة عن مكان وجود ملك الغابة؟ وصارت تركض تبحث عن بيت ملك الغابة حتى
يحميها من الوحوش المفترسة ويرجعها إلى بيتها استمرت بالركض بحثا عن بيت ملك الغابة ثلاثة
أيام حتى انهار جسدها الصغير من التعب وسقطت على الأرض بعد ان خارت قواها وتجمعت حولها
الغزلان والأرانب والسناجب تبكي على حالها .
وفجأة انفضت الحيوانات من حولها ما ان صدر صوت زئير ضخم ابتسمت الصغيرة ونهضت لأنها
عرفت ان هذا صوت ملك الغابة تقدم نحوها الملك الضخم ..
انحنت أمامه تحية وإجلالا لمكانته
وقالت له :" أين أنت أيها الملك لقد بحثت عنك كثيرا
تعجب ( الأسد ) ملك الغابة وقال لها بحثتي عني انا ؟لماذا أيتها الصغيرة ؟راحت تسرد له حكايتها
وكيف أن الدب المفترس قتل جوادها لؤلؤ وكاد ان يلتهمها .
اقترب منها الأسد ( ملك الغابة ) وقال لها أن الدب كان غبيا وأحمقا
قاطعته الأميرة الصغيرة : لقد كان شريرا أيها الملك لابد ان يلقى العقاب
رد عليها ملك الغابة : فعلا كان شريرا لأنه أراد أن يلتهم فريستي دون اذني
وكشر عن أنيابه لينقض عليها ويفترسها
صعقت الاميرة وصارت تصرخ مسكها بمخالبه ، انهارت الأميرة و شعرت بوخز انيابه في كتفها ....
وصاحت : لا لا لا اريد ان أموت
نهضت من نومها تنصبب عرقا وإذ هي تجد نفسها في غرفتها الجميلة وعلى سريرها الدائري
حولها الملك ولكن ليس ملك الغابة!! وإنما والدها ملك البلاد ووالدتها وإخوتها ومن بينهم مرجان
ومربيتها وكافة الحاشية يصطفون حولها ...
وصفق الجميع فرحين باستفاقة الأميرة لؤلؤة من نومها الطويل ..
احتضنتها والدتها وهي تبكي ....
حاولت الأميرة الصغيرة النهوض ولكنها لم تقوى ..
التفتت نحو والدها وسألته من أنقذني من أنياب ملك الغابة ؟؟؟ تعجب الملك ونظر إلى
الأطباء اخبره احدهم انه تأثير الحمى يا مولاي .
نظرت إلى كتفها الصغير ووجدته متورم واحمر وقالت لامها هل ترين أنها آثار أنياب الأسد التي انغرست بكتفي ...
اقترب منها الملك وقبلها وقال لها أنها الإبرة يا عزيزتي أي أسد هذا الذي يجرؤ على إيذاء حبيبتي الصغيرة .
لم تفهم الأميرة لؤلؤة شيئا ونظرت إلى أخيها مرجان لعله يشرح لها ما يدور حولها ....
اقترب مرجان مبتسما وبيده يمسك الغزال الصغير الذي اصطاده مع والده الملك أثناء
رحلتهما وقال لها هدا صديقنا الجديد جاء ليطمئن على حالك .
وقال لها : لقد وقعت فريسة للحمى بنفس اليوم الذي خرجنا فيه للرحلة و اشتد عليك المرض
واستمر معك أسابيع عندها قررت أمنا الملكة إبلاغنا بحالتك الصحية وعلى الفور قرر ملك البلاد
قطع الرحلة لعيون لؤلؤته الصغيرة لقد كان خائفا عليك .. وفي طريق عودتنا وجدنا غزالا صغيرا
اصطاده الملك ليهديك إياه ، وضعناه بالإسطبل لينام مع لؤلؤ جوادك
فرحت الأميرة بوجود لؤلؤ و أيقنت أنها عاشت كابوسا طويلا ومرهقا أثقل رأسها الصغير..............
طلبت من والدها أن يحملها إلى الإسطبل لتطمئن على صديقها الوفي لؤلؤ ..
قالت الأميرة لؤلؤة وهي بين ذراعي والدها لن اعصي لك أمرا ولن أعاندك ابدآ..
وهنا ضحك الملك ضحكة كبيرة ملأت المكان وحمد الله كثيرا على سلامة ابنته الحبيبة والفرحة عمت المكان ..
وأمر الملك بإقامة احتفال كبير بمناسبة شفاء أميرته الصغيرة لؤلؤة ….
قصة السلحفاة الذكية
شركة سنا للانتاج والتوزيع
-------------------------------
كان هناك غابة جميلة يعيش سكانها في نظام ومحبة* ويتعاونون مع بعضهم البعض ويتجاورون
في مودة وإخاء* وفي يوم من الأيام خرجت الحيوانات تفتش عن طعامها في كل أنحاء الغابة*
وتجدّ في سعيها في هدوء وأمان.
وإذا بصوت الأسد يزمجر بالغابة ويملؤها رعباً* فخافت الحيوانات وتركت ماكانت تبحث عنه*
وصار همها أن تتوارى عن أعين الأسد الغاضب والجائع.
وبينما كان الأسد يقفز من مكان لآخر بحثاً عن طعام يسكت فيه جوعه*
وجد سلحفاة صغيرة لم تستطع الاختباء لأنها بطيئة الحركة* فأوقفها الأسد وقال لها:
أليس في الغابة حيوان أكبر منك يسكت جوعي؟
فقالت السلحفاة: إنني ياسيدي الأسد مسكينة فجميع الحيوانات تستطيع الاختباء
إذا داهمها خطر أما أنا فلا.
فقال لها الأسد:اسكتي أيها الصغيرة* سآكلك رغماً عنك فإنني لم أجد أرنباً أو غزالاً*
ووجدتك في طريقي فهل أتركك وأنا أتضور جوعاً?؟؟
فقالت السلحفاة:إنك لن تشبع ياسيدي إذا أكلتني* بل على العكس سيتحرك الجوع فيك أكثر.
فصاح فيها الأسد: لن تستطيعي إقناعي* سآكلك يعني سآكلك. فردت عليه السلحفاة بأسى:
رضيت بما قدره الله لي ولكن قبل أن تأكلني لي عندك رجاء. فقال لها الأسد: ماهو؟ فأجابته السلحفاة:
لا تعذبني قبل أكلي* فإني أرضى أن تدوسني بقدميك* أو أن تضربني بجذع شجرة ضخمة...
ولكني أرجوك ألا ترميني بهذا النهر.
فضحك الأسد وقال لها: سأفعل عكس ما طلبت مني* بل سأرميك أيتها المخلوق الحقير...
فتظاهرت السلحفاة بالبكاء والخوف* فأخذها الأسد ورمى بها في النهر* ولكن السلحفاة الذكية
ما لبثت أن ضحكت وقالت للأسد: يالك من حيوان غبي ألا تعرف أنني أعيش في الماء
ولا أخاف منه لأني أجيد السباحة؟
ليس العبرة في ضخامة الأجسام وإنما العبرة في فطنة العقول* وهكذا استطاعت السلحفاة
أن تنجو من الأسد بفضل ذكائها.
الشيخ العجيب
نـص للأطفال بقلم: رابح خدوســي ـ الجزائرـ
-----------------------------------------
في العُطلَةِ الصَّيفِيَةِ المَاضِيَةِ زَارَ سَـليِمٌ عَمَّهُ في الرِّيفِ ، وَعَاشَ مَعَهُ أَيَامًا مُمْتِعَةً،ثُمَّ كَتَبَ عَنْهُ قَائِلاً:
ـ عَمِّي صَالِح رَجُلٌ سَعيدٌ، حَياتُهُ عَمَلٌ واجتِهَادٌ، وَأيَّامُهُ أفْرَاحٌ وأعْيَادٌ...
عَمِّي صَالِـح يَسْكُنُ القَريَةَ التي وُلدَ بِهَا،مَحْبُوبٌ عِنْدَ سُكَّانِ بَلْدَتِهِ لأنَّهُ لطِيفُ المُعَاشَرَةِ،حُلوُ الكَـلامِ،كَثِيْـرُ
الابْتِسَـامَةِ.يَعِيْشُ حَيَاةً عَجِيبَةً غَرِيبَةً، لَكِنَّهَا مُمْتِعَةٌ هَادِئَةٌ...
لَوْ تَسأَلُهُ:
- مَاهِي سَاعَتُكَ؟
يُجيبُكَ عَمِّي صَالِح في زَهْوٍ:
- دِيكٌ يَصِيـحُ وَقْتَ الفَجْرِ وَالظُّهْرِ، وَظِلٌّ أرَاهُ مَعِي يَمْشِي كُلَّـمَا طَلَعَ البَدْرُ أوْ ظَهَرَتِ الشَّمْسُ...
عَمِّي صالِـح يَسْمَـعُ الأغَـاِني الجَمِيلَـةَ مِنْ صَـوْتِ العَصَافِيِـر نَهَـارًا، وَنَقِيـقِ الضَّفَادِعِ لَيْلاً...
وَيُتَابِعُ أخْبَـارَ الدُّنْيَـا عَبْرَ أمْوَاجِ الطَّبيِعَةِ وَ عَلَى شَاشَةِ الأرْض ،فيرَى مُعْجِزَاتِ الكَـوْنِ وهُوَ
يَتَأمـلُ مَـمْلَـكَةَ النَّـحْلِ،
وَمَسِيرَاتِ جُيُـوشِ النَّمْلِ، فَهَـلْ يَحْتَـاجُ عَمِّي صَالِح إلى مِذْيَـاعٍ أو تِلْفَازٍ؟!
عَمِي صَالح فَـلاَحٌ نَشِيْـطٌ، رِيَّاضِـيٌ يَجْـرِي في سُرْعَـةِ البَرْقِ فيَسْتَنْشِقُ الهَواءَ النَقي،
لَهُ صَوْتٌ كَالرَّعْدِ وَقُـوَّةٌ كَالأسَدِ.
لـَمْ يَزُرْ طُولَ حَيَاتِهِ طَبِيبًا لأنَّهُ سَلِيمُ الجِسْمِ وَالعَقْلِ... وَإذَا أَصَابَهُ دَاءٌ يُعَالِجُ بِرَحِيقِ الزَّهْرِ وَبُذُورِ الأعْشَابِ وَعَسَلِ النَّحْلِ.
حَقًّا إنَّهُ طَبِيْبُ نَفْسِهِ كَمَا قَالَ...!!
كُلَّ مَسَاءٍ تُهْدِيهِ دَجَاجَتُهُ الحَمْـرَاءُ بَيْضًاشَهِيـًّا، يَجِـدُهُ في مَحْضَـنِ التِّبْنِ،
وَحَدِيقَتُهُ الخَضْرَاءُ تُطْعِمُهُ خُضَـرًا وَفَوَاكِهَ،وَزَوْجَتُـهُ الزَهْرَاءُ تُهْدِيِهِ خُبْزًا يَدَوِيًا لَذِيذًا.
سَأَلتُهُ مَرَّةً:
- عَمِّي صَالِح مَاهُوَ عُنْوَانُ مَنْزِلِكَ؟
نَظَرَ نَحْوِي مُبْتَسِمًا، ثُمَّ قَالَ:
-أسْكُنُ حَدِيقَةَ الحُبِّ، فِي شَارِعِ الـحُرِّيَةِ، حَي السَّـعَادَةِ، بَلَـدِيَة العَـصَافِيرِ، وِلايَةَ الاجْتِهَادِ،جُمْهُورِيَّة السَّلاَمِ.
وَسَأَلتُهُ عَنْ رَقْمِ مَنْزِلِهِ فَأَجَابَنِي:
إِنَّ رَقْمَ بَيْتِي يَتَغَيَّرُ كُلَّ مَسَاءٍ حَسْبَ عَدَدِ حَبَّاتِ العَرَقِ التِي تَتَصَبَّبُ مِنْ جَبِيِنِي أَثْنَاءَ عَمَلِي خِلاَلَ كَامِلِ النَّهَارِ .
ضَحِكْـتُ لِكَلاَمِ عَمِّي صَالِـح فَضَمَّنِي إلى صَـدْرِهِ وَقَبَّـلَنِي ،ثُمَّ قَـدَّمَ لِي
بَاقَةَ أَزْهَارٍ وَسـلَّةَ فَـوَاكِه مِنْ ثِمَارِ حَدِيقَتِهِ.
إِنَّهُ عَمِّي صَالِح .... وَإِنَنِي أُفَكِرُ فِي العَيْشِ
مِثْلهُ..... وَسَأَفْعَلُ.
الوردة و العصفور
بقلم: حسين علي عبده
---------------------------------
في يوم ما ضجر العصفور من صوته ، فأعلن في صحيفة الغابة أنه مستعد لاستبدال
زقزقته بأي شيء جميل يعرض عليه ، سخرت كل الحيوانات والأشجار من إعلان العصفور ،
وظن البوم الحكيم أن العصفور لابد وأن يكون قد أصيب بالجنون ، لكن الوردة الحمراء أعلنت
أنها مستعدة لمبادلة العصفور بما يريد ، ولما علم العصفور برغبة الوردة ، طار نحوها مزقزقا
زقزقته الأخيرة بفرح وسرور ، حتى أن جميع من كان في الغابة سحره الصوت الجميل ، وتمنوا
لو أن العصفور يعدل عن رأيه في الوقت المناسب ، لكن العصفور كان قد اقترب من الوردة ،
وراح ينظر إلى جمالها الساحر مبهورا ، قالت له الوردة : أطلب ما تشاء مقابل صوتك الجميل ،
أجاب العصفور : أريد لونك الأحمر الساحر
شعرت الوردة بالارتباك ، لم يكن يدور بخلدها أن العصفور سيطلب منها طلبا كهذا ، لكن إعجابها
الشديد بصوت العصفور جعلها توافق على طلبه ، فنزعت عنها لونها وأسلمته للعصفور الذي ارتداه
في الحال واستلمت الوردة صوت العصفور وراحت تجرب الزقزقة ، أحست بالفرح الشديد لأنها
أخيرا امتلكت صوتا ساحرا ، وأما العصفور ، فقد شعر بالحزن سريعا لأنه لم يعد يمتلك أي صوت
يخاطب به الآخرين ، لكن عيناه اللتان رأتا لون جناحاه الساحر منحتاه شعورا بالمواساة وبقدر قليل
من الفرح ، فلقد تمكن أخيرا من اكتساب لون الوردة الحمراء ، فطار عاليا ثم راح يتنقل من شجرة
إلى أخرى ومن مكان إلى آخر محاولا أن يري الجميع جمال لونه الجديد لكن الحيوانات والطيور
كانت منشغلة عنه ، كل في عمله من بحث عن الطعام أو بناء الأعشاش أو أي عمل آخر ، أحس
العصفور بالخيبة من إهمال الآخرين لـه فاقترب من الوردة المزقزقة مخذولا ، لا يعرف بأي طريقة
سيقنعها لكي تعيد له صوته ، لكن ولسوء حظ العصفور مر في تلك اللحظة صياد اجتذبه الصوت
الجميل واللون الأحمر للعصفور وهو يظن أن الصوت يصدر عن العصفور الأحمر ، فما كان منه
إلا أن رما بشباكه فوق العصفور فاصطاده ، لكنه حين ابتعد قليلا سمع وراءه صوت العصفور
ينطلق من مكان ما ، فأصابه عجب شديد من الأمر وراح يفتش بعينيه عن مصدر الصوت ليكتشف
وهو مذهول من المفاجأة أن الصوت كان يصدر عن الوردة فاقترب منها واقتطعها فإذا بها تصدر
صرختها الأخيرة قبل أن تفارق الحياة .
الفيل الصغير
بقلم: ؟؟؟؟؟؟؟؟
------------------------------
كان الفيل فلفول يعيش مع والديه ماما فيله وبابا فيل .. وفي كل يوم يخرج من البيت ليلعب
مع أصدقاءه المعزه ميمي والغزاله لولو ولكن ميمي كانت كلما تراه تقول : وصل اللحم والشحم
أو تقول وصل السمين فتسخر منه .. وكان فلفول يتأثر بكلامها فيحزن .. وعندما يعود إلى البيت
يقول لأمه : أمي لماذا أنا سمين فتقول ماما فيله : لست سمين يا حبيبي إنما خلقك الله بهذا الشكل الجميل
ولم يقتنع فلفول بكلام أمه فكان دائما حزين من سخرية المعزه ميمي .. وكان دائما يعيد السؤال نفسه
على أمه وفتقول له نفس الجواب ولكن هذه المره أجابه بابا فيل فقال: لماذا تسأل أمك السؤال نفسه
كل يوم ما الذي يزعجك في حجمك .. فقال : أن المعزة ميمي تسخر مني فتقول يا سمين ..فضحك
الأب وقال: يا فلفول إنك لست سمين إن الله خلقك بهذا الحجم لتكون قوي لا تقدر عليك الحيوانات
المفترسة .. وإذا مشيت في الطريق تخاف من أقدامك الحيوانات فتبتعد كي لا تدوسها .. لأن
قوتك تكمن في أقدامك فيجب أن تحمدالله الذي خلقك بهذا الحجم وهذه القوه فقال فلفول: هل
يعني هذا أنني لست سمين ولكن هذا هو حجمي الحقيقي فقال الوالد : نعم يا فلفول وإذا
عايرتك المعزه ميمي قل لها أنك لست سمين وهذا هو حجمك لتكون قوي .. وفي اليوم التالي
ذهب فلفول لأصدقاءه فرحا ففاجأته ميمي بكلامها الجارح فقال لها : أنا لست سمين إنما خلقني
الله بهذا الحجم لأدوسك ففزعت ميمي وتراجعت للخلف فضحك فلفول وقال لها : لا تخافي أنا
لا أدس على أصدقائي ولكن أدوس على الحيوانات المفترسه وتابت ميمي من طبعها السيء
وصارت تحترم صديقها فلفول ..
النحلة الكسول
بقلم: موسى نجيب موسى
-------------------------------------
قررت إحدى النحلات عدم العمل فقد زهقت من كثرة العمل ودائماً تشكو وتئن من كثرة المجهود
الذي تبذله كل يوم في رحلتي الذهاب والعودة لجمع الرحيق ، كما أنها دائماً كانت تقول لزميلاتها :
- إننا نتعب من أجل الآخرين ولا نستفيد شيئاً .
كانت زميلاتها ينظرن إليها باندهاش واستغراب شديدين ولا يردن عليها بشيء
ويواصلن عملهن بجد واجتهاد .
ابتكرت النحلة حيلة جديدة للهروب من العمل ؛ فكانت تخرج كل يوم مع السرب ،
وتتظاهر بأنها تجمع الرحيق من الأزهار وتمتصه بجدية وحماس ، ولكنها كانت تذهب
إلى صديقتها الفراشة تجلس معها على أطراف إحدى وريقات الورد الذي يملأ الحديقة
ويتبادلا الأحاديث والنقاش حتى إذا ظهر السرب عائداً إلى الخلية تسرع ؛ لتنضم إليه وتدخل
مع زميلاتها إلى الخلية وتتظاهر بأنها تضع الرحيق الذي جمعته في المكان المخصص لها في الخلية .
كانت صديقتها الفراشة تنصحها كثيراً بضرورة العمل والجد والاجتهاد وإنه لا فائدة من حياتها بدون
عمل فكانت النحلة الكسول تعنفها بشدة وتقول لها :- وأنت ماذا تعملين ؟!! إنك تتجولين
في الحقول والحدائق ولا عمل لك.
كانت الفراشة تقول لها :- كل شئ مخلوق في الكون له عمل معين ، وإن الله سبحانه
وتعالي وزع هذه الأعمال حسب مقدرة كل مخلوق .
قالت لها النحلة:- كيف ؟!
قالت الفراشة :- انظري إلى هذا الحمار الذي يسير هناك أنه يتكبد من المشقة والتعب
أكثر من أى مخلوق آخر، ولكن طبيعته التي خلقه بها الله تساعده على التحمل والصبر،
كما أن الخالق عز وجل منحة حكمه العطاء بسخاء للآخرين ودون انتظار المقابل ،
كذلك انظري إلى هذا الطائر الجميل الذي يقف علي فرع الشجرة التي بجوارك إن الخالق
أعطاه منقاراً طويلاً حتى يستطيع أن يلتقط الديدان من الأرض لينظفها وهو بذلك
يقدم خدمة عظيمة للفلاح ولنا نحن أيضاً .
قالت النحلة بتعجب :- وما هذه الخدمة العظيمة التي يقدمها لنا هذا الطائر ؟
قالت الفراشة :- لولا نظافة الأرض التي يقوم بها هذا الطائر لمات الزرع ولن نجد حتى
هذه الوردة التي نقف عليها الآن ، كذلك انظري إلى هذه البقرة الرابضة أسفل الصفصافة
المزروعة على حافة " الترعة " وكيف أن الإنسان يهتم بها ويقدم لها الغذاء المناسب في ميعاده
وينظفها ويعمل على راحتها كل هذا من أجل العطاء الكثير الذي تعطيه له فهي تعطيه اللبن الذي
يصنع منه الزبد والجبن ويشربه أيضا ، والبقرة تفيد الإنسان كثيراً حيث أنها من الممكن أن تلد
له صغاراً يستفيد منها كثيراً وفوق كل هذا فهي تمده باللحم الطازج الذي يعشقه الإنسان.
النحلة فاغرة فاها من كلام الفراشة .. والفراشة تواصل حديثها إليها :- - ولماذا تذهبين بعيداً انظري
إلى زميلاتك وهاهن عائدات من رحلتهن اليومية إن واحدة منهن لم تشك يوماً، ولم تتمرد على
حياتها ، أو على الخُطة التي وضعها الخالق لها ولحياتها .
كانت النحلة تصُم أذنيها عن الاستماع إلى نصائح صديقتها الفراشة وكانت تتهمها دائماً بأنها
تقول لها هذا الكلام حتى لا تجلس معها ولا تنعم بالراحة التي تعشقها .
تركت النحلة الفراشة مسرعة حتى تلحق بالسرب وهو عائد إلى الخلية .
ذات صباح وبينما السرب في الخارج كانت ملكة الخلية تتابع العمل داخل الخلية وتتفقد الخلايا
المخصصة لوضع العسل ؛ فاكتشفت أن الخانة المخصصة للنحلة الكسول خالية تماماً ولا يوجد
بها أي نقطة عسل .عندما عاد السرب استدعت الملكة النحلة إلى خانتها الكبيرة داخل الخلية
وعنفتها بشدة وزجرتها وقالت لها :- كيف تخرجين مع السرب وتعودين كل يوم ولا يوجد
في خانتك ولا نقطة عسل واحدة ؟
قالت النحلة وهي منكسة الرأس :- إنني لا أجد وروداً في الحدائق وبالتالي لا أجد رحيقاً امتصه
وأحوله إلى عسل ؛ لذلك لا يوجد في خانتي أي عسل .
فكرت الملكة قليلا وهمست بينها وبين نفسها :- كيف هذا الكلام وخانات كل زميلاتها في
السرب مليئة بالعسل لاشك أن هذه النحلة تكذب. ولكي تتأكد الملكة بأن النحلة تكذب فقد
كلفت إحدى النحلات-المكلفات بحراسة الخلية -بمراقبة النحلة الكسول وموافاتها بأخبارها أولا بأول .
في الصباح وكالعادة خرج السرب لجمع الرحيق تتبعته نحلة المراقبة من بعيد لكي تراقب
النحلة الكسول وعرفت ماذا تفعل كل يوم !! فأخبرت الملكة بذلك .انفجرت الملكة غيظاً وواجهت
النحلة بكل ما تفعله فقالت لها :- أين كنت اليوم ؟
ردت النحلة بثقة :- كنت مع السرب أجمع الرحيق .
قالت الملكة :- أين الرحيق الذي جمعتيه ؟
قالت النحلة بلا مبالاة :- الرحيق ! أي رحيق ؟إن اليوم مثل كل يوم لم أجد وروداً و…
قاطعتها الملكة بحدة وقالت لها:- -إنك تكذبين .
شعرت النحلة أن سرها انكشف وحاولت تبرير موقفها لكن الملكة واجهتها بكل ما لديها
من معلومات حيث أنها تذهب كل يوم إلى صديقتها الفراشة وتجلس معها طول رحلة جمع
الرحيق ثم تعود مع السرب ظناً منها أن أحداً لن يكتشف الأمر …
انكسرت عيناها ونظرت إلى الأرض ، زرفت دمعة من عينيها ، لكن كل ذلك لم يثن الملكة
عن الحكم الذي أصدرته ضدها حيث حكمت عليها بالحبس في الخلية وعدم مغادرتها مطلقاً.
نفذت النحلة الكسول حكم الملكة دون معارضة حيث لا مجال للمعارضة لأي كلمة تقولها الملكة .
مر يوم ومر آخر … ومرت أيام حتى شعرت النحلة بالملل من كثرة الجلوس كما أنها ضاقت
بالحبس وبالخلية كلها ؛ فلم تجد شيئاً تتسلى به سوى متابعة زميلاتها في رحلة الذهاب والعودة كل
يوم ، كما أنها فوجئت أن الكل داخل الخلية يعمل حتى الملكة نفسها تعمل بجد واجتهاد وتوزع
المهام ، كذلك طاقم النظافة يقوم بعمله بهمة ونشاط ،وأيضاً طاقم الحراسة وكذلك الوصيفات يعملن
بدأب مستمر. الجميع داخل الخلية يعمل ويعمل ولا أحد يشكو ولا أحد يجلس بدون عمل .
شعرت النحلة الكسول بالخزى من موقفها ، وندمت على ما فعلت ولكن بعد فوات الأوان فقد
طال عليها الحبس واشتاقت للتحليق والطيران والانطلاق ، لكنها لا تستطيع أن تفعل هذا الآن .
ظلت النحلة في الحبس حتى ضعفت وهزل جسدها ومرضت مرضاً شديداً كاد أن يهلكها لولا أن
الملكة أصدرت حكماً بالعفو عنها بعد أن تعاهدت النحلة أنها لن تعود مرة أخرى إلى مثل هذا العمل ؛
فعادت النحلة إلى الطيران والتحليق وجمع الرحيق ، وأخذت تعمل وتعمل بجد واجتهاد كل يوم حتى
دبت الحياة مرة أخرى في جسدها الصغير وشعرت بقيمتها وأهميتها في الحياة وفي الخلية أيضاً
ليلى و العصفور السجين
بقلم: طلعت سقيرق
----------------------------
كان القفص معلقا على الجدار .. داخل القفص كان العصفور ذو الريش الحلو الجميل يقف حزينا كئيبا ..
بين الحين والحين كانت نظراته ترحل في الفضاء الواسع باحثة عن صديق ، وفي كل مرة كان هناك
عصفور يمر معلنا عن فرحه بالانطلاق والحرية .. ولأن العصفور كان حزينا فلم ينتبه لتلك التحيات
التي كانت العصافير تلقيها مزقزقة من بعيد .. قال يخاطب نفسه : رحم الله ذلك الزمن الذي كنت فيه
حرا طليقا مليئا بالنشاط ، لكن هذا الصياد الذي لن أنسى وجهه ، سامحه الله ، تسبب في وضعي
حبيسا هكذا .. ماذا جنى من كل ذلك .. تابع العصفور يحدث نفسه : لكن هذه البنت ليلى، لا أنكر
أنها طفلة محبوبة ، إنها تعاملني أحسن معاملة ، ولكن تبقى الحرية هي الأغلى في العالم كله ..
في هذا الوقت تحديدا أتت ليلى ووقفت أمام القفص وقالت :
- كيف حالك يا صديقي العزيز .. أتدري لقد اشتقت إليك ، تصور لا تمر دقائق إلا وأشتاق إليك ،
أنت أغلى الأصدقاء أيها العصفور الحبيب .. ما رأيك أن أقص عليك اليوم قصة الملك ديدبان
والأميرة شروق ؟؟ ..
كان العصفور في عالم آخر ، لم يجب بحرف واحد .... استغربت ليلى وقالت :
- ماذا جرى أيها العصفور ، كأنك لم تسمع شيئا مما قلت ، أنت الذي طلبت مرات ومرات أن تعرف
شيئا عن الأميرة شروق ، تقف الآن ولا تقول أي شيء .. ماذا بك أيها العصفور ، هل أنت مريض أم ماذا ؟؟..
نظر العصفور إليها مهموما حزينا وقال :
- أتدرين يا صديقتي ليلى إنني أكره حياتي السجينة في هذا القفص.. ما هذه الحياة التي لا تخرج
عن كونها قفصا صغيرا ضيقا .. أين الأشجار والفضاء والأصدقاء من العصافير .. أين كل ذلك ؟؟
كيف تريدين أن أكون مسرورا ، صحيح أنني أحب سماع قصة الأميرة شروق ،
لكن حريتي أجمل من كل القصص ..
قالت ليلى حائرة :
- نعم يا صديقي لا شيء يعادل الحرية .. لكن ماذا أفعل .. أنت تعرف أن الأمر ليس بيدي !!.
قال العصفور غاضبا :
- أعرف يا ليلى ، لكن أريد أن أسألك ماذا يجني أبوك من سجني ؟؟ أنا أحب الحرية يا ليلى ،
فلماذا يصر والدك على وضعي في هذا القفص الضيق الخانق؟؟.. إنني أتعذب يا ليلى ..
بكت ليلى ألما وحزنا ، وركضت إلى غرفة والدها .. دخلت الغرفة والدموع ما تزال في عينيها .. قال والدها :
- خير يا ابنتي .. ماذا جرى ؟؟
قالت ليلى :
- أرجوك يا أبى ، لماذا تسجن العصفور في هذا القفص الضيق ؟؟..
قال الوالد متعجبا :
- أسجنه ؟؟ .. ما هذا الكلام يا ليلى ، ومتى كنت سجانا يا ابنتي؟؟..كل ما في الأمر أنني وضعته
في القفص حتى تتسلي باللعب معه .. لم أقصد السجن ..
قالت ليلى :
- صحيح أنني أحب العصفور ، وانه صار صديقي ، لكن هذا لا يعني أن أقيد حريته .. أرجوك يا أبي دعه يذهب ..
قال الوالد ضاحكا :
- لا بأس يا ابنتي سأترك الأمر لك .. تصرفي كما تشائين .. لا داعي لأن أتهم بأشياء لم أفكر بها..
تصرفي بالعصفور كما تريدين.. لك مطلق الحرية .. أبقيه أو أعطيه حريته .. تصرفي يا ابنتي كما تشائين ..
خرجت ليلى راكضة من الغرفة .. كانت فرحة كل الفرح ، لأن صديقها العصفور سيأخذ حريته ..
وصلت وهي تلهث ، قالت:
- اسمع أيها العصفور العزيز . اسمع يا صديقي .. سأخرجك الآن من القفص لتذهب وتطير في
فضائك الرحب الواسع .. أنا أحبك ، لكن الحرية عندك هي الأهم ، وهذا حقك ..
أخذ العصفور يقفز في القفص فرحا مسرورا .. قال :
- وأنا أحبك يا ليلى ، صدقيني سأبقى صديقك الوفي ، سأزورك كل يوم ، وسأسمع قصة
الأميرة شروق وغيرها من القصص ..
صفقت ليلى وقالت :
- شكرا يا صديقي العصفور .. لك ما تريد .. سأنتظر زيارتك كل يوم .. والآن مع السلامة ..
فتحت باب القفص ، فخرج العصفور سعيدا ، وبعد أن ودع ليلى طار محلقا في الفضاء ..
وكان العصفور يزور ليلى كل صباح وتحكي له هذه القصة أو تلك، ويحكي لها عن المناطق التي زارها
وعن الحرية التي أعطته الشعور الرائع بجمال الدنيا ..
منقول