عن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول :
(( الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف و ما تناكر منها اختلف )) " 1 " قال ابن حجر رحمه الله في شرح الحديث : ( الأرواح جنود مجندة )
المراد أن الأرواح أول ما خلقت..... خلقت على قسمين .
و معنى تقابلها أن الأجساد التي فيها الأرواح إذا التقت في الدنيا ائتلفت
أو اختلفت على حسب ما خلقت عليه الأرواح في الدنيا إلى غير ذلك بالتفارف .
قلت: و لا يعكر عليه أن بعض المتنافرين ربما ائتلفا ، لأنه محمول على مبدأ التلاقي
فإنه يتعلق بأصل الخلقة بغير سبب .
و أما في ثاني الحال فيكون مكتسبا لتجدد و صف يقتضي الألفة بعد النفرة
كإيمان الكافر ........... و............ إحسان المسيء .
و قوله ( جنود مجندة )
أي أجناس مجنسة أو جموع مجمعة .
قال ابن الجوزي :
و يستفاد من هذا الحديث أن الإنسان إذا وجد من نفسه نفرة ممن له فضيلة أو صلاح
فينبغي أن يبحث عن المقتضي لذلك ليسعى في إزالته
حتى يتخلص من الوصف المذموم ، و كذلك القول في عكسه .
و قال القرطبي :
الأرواح و إن اتفقت في كونها أرواحا لكنها تتمايز بأمور مختلفة تتنوع بها
فتتشاكل أشخاص النوع الواحد و تتناسب بسبب ما اجتمعت فيه من المعنى الخاص لذلك النوع للمناسبة ، و لذلك نشاهد أشخاص كل نوع تألف نوعها و تنفر من مخالفها
ثم إنا نجد بعض أشخاص النوع الواحد يتآلف .
قال العلماء :
معناه جموع مجتمعة ، أو أنواع مختلفة
و أما تعارفها فهو لأمر جعلها الله عليه
و قيل :
إنها موافقة صفاتها التي جعلها الله عليها ، و تناسبها في شيمها