ذهبت يوما إلى ميدان الفكر والخيال
[center]طرقت الباب على استحياء علي اسمع الجواب رددت صدى طرقاتي مزاليج الأبواب الموصده
وبدأت اسمع قرقعتها وأنصت لموسيقاها عندما تداعب المفاتيح تلك الأقفال وبعد لحظات كأنها ليال شتائية طويلة
!!
من الطارق ... من أتانا في غفلة من الزمان ...
قلت .... أريد الدخول فانا تعبان قد مللت الانتظار
إذن قدم لنا نفسك وأوجز في البيان
أنا طائر يبحث عن عشه بين الأوكار
عندليب يريد أن يغرد فوق الأشجار
حمام يرسل رسالة السلام
أنا صقر حر قد مزق القيد وكسر الأصنام
....... واقتادني البواب إلى مركب يطير إلى ذاك الميدان
وقوده الفكر والاعتبار ومعدنه التذكر والاعتبار
قال.... أهلا بمن اختار الانتحار وقرر الخروج عن المألوف من دنيا الأشرار
مرحبا بمن ترك ورائه الأرض والسماء
وعانق الفكر والنقاء
وحط بأرض الصفاء الرقيقه يبحث عن الحق والحقيقه
قلت.... أريد أن اعرف أسرار الحياة
أريد أن أسير عبرالاثير
واسير فوق السحاب
أريد أن أدرك أين أنا ومن أكون
قال ... هذا كبير القوم وإمام المفكرين اسأله فعنده ما ينفي الظنون
...... أيا حائرا لا يعرف القرار
ويا سائلا يريد منا الصدق في الأخبار
أما علمت أنا لا نثق بعالم المادة والجماد
أما فقهت أنا نكتب بلغة القلوب
ونخاطب أهلنا بنشيد الحس والوجدان
لا نعرف أبجدية نراها اليوم في دنيا الإنسان غريبة عنا
وهي ليست لغة البيان
أما سمعت بتخاطرنا عبر جسر الأفكار
ولقائنا عنده كلما تواردت خواطرنا تعلن إننا الأحرار
أما علمت أننا في مدينة الخيال ننسج أحلامنا
ونخيطها بخيوط تنافس في سوق الجمال
ونصنعها بساطا نطير به إلى الفسيح من الاكوان
قلت ...أنا الآن معكم في دنيا الخيال امنحوني شعاعا يضئ دربي قبسا يهدي شعث قلبي
......ثق أيها الإنسان أن الفكر سمو لا يدانيه ترقي وبزوغ في أي ميدان حياة لكل من أوتي حظا منه ولو كان يعيش بلا عنوان
أما سمعت قول رب الاكوان (إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد)
أما قرأت بيانه المعجز ينادي ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)
فهل تريد مني أن أتكلم بعد ذلك
وأقول هل عرقت لغتي الآن أم أنت لازلت تعيش عالم الخمول
أدركت بعد قول هذا الهمام وايضاحه الملئ بالحكم العظام
أن الكل لله عبيد أن الكون بيده يفعل ما يريد
.... عدت ادراجي ورفعت كفي وقد قهرتني الدموع وبللت قلبي قبل خدي بسيلها المفعم بالخشوع
رباه اهدني وامنحني يقينا أسمو به على دنيا الأشرار
امنحني طمأنينة تجعلني أعيش عالمي بين عالم الأفكار
رباه يا مقلب القلوب والأبصار ارزقني إخلاصا حقيقا حتى أتوجه إليك وحدك في عملي
لا ابغي أحدا سواك
رباه نور بصيرتي وفقهني لأدرك سر الحياة ومااودعت فيها من أسرار
وهنا هدأ روعي وانتابي شعور لااستطيع أن أسجله أو اسطره في هذه الأوراق تذكرت قول الحق تبارك وتعالى (الابذكر الله تطمئن القلوب)