مَرَّ بنا أن التّشبيه لا بد أن يكون فيه مشبه، ومشبه به، وإنه لا يمكن الاستغناء عنهما أو عن واحد منهما في التّشبيه.
والآن نقول: إنه إذا حذف واحد من هذين الركنين، لم يعد في الكلام تشبيه، بل استعارة. وعلى هذا تكون الاستعارة حَذْفُ طرفٍ من طَرَفي التشبيه.
وللاستعارة أركان ثلاثة:
1) الْمُسْتعار له 2) الْمُسْتعار منه 3) الجامع
[/right]
مثال: جاءَ الرَّبيعُ يَخْتالُ ضاحِكًا
- المستعار له : الربيع
- المستعار منه : الإنسان
- الجامع : يختال ضاحكًا
أمّا لو قلنا:
جاءَ الرَّبيعُ كَإِنْسانٍ يَخْتالُ ضاحِكًا – فهنا تشبيه؛ لوجود المشبه (الربيع) والمشبه به (الإنسان).
الاستعارة نوعان:
1) استعارة مَكْنِيّة: هي ما حذف فيها المشبه به، وترك في الكلام ما يدل عليه، نحو:
هنا شبه الموت بوحش. وحذف المشبه به (الوحش) وترك في الكلام ما يدلّ عليه (الافتراس) فالاستعارة مكنية.
2) استعارة تصريحية: هي ما صرح فيها بلفظ المشبه به نحو:
نَثَرَ الْقَلَمُ الظَّلامَ عَلى الْوَرَقَةِ
هنا شبه الحبر بالظلام، وقد صرّح بلفظ المشبه به.