--------------------------------------------------------------------------------
سيدة الثلج
خلف السهول و خلف الوديان
أجد نفسي عند سيدة الثلج
ذات الشعر الأبيض و الثوب الأبيض
بالفعل إنها سيدة الثلج
لا أشجار و لا أزهار
لا أرى في حياتها سوى الثلج
اكاد أقتل من شدة البرد
خلف الجبال و من بعد كل المسافات
أجدها على عرشها المصنوع من الثلج
تكاد أنفاسي تتجمد
و أطرافي تتكسر من شِدة البرد
رغم ما كنت احمل من براكين الألم
و صيحات الزمن
هاجرت انا لها لأبحث عن ذاتي
او لعلي أجد عندها ما يثلج صيفي ويطفئ ناري
وقفت أمامها صامتا
لأنتظر منها سماع كلمة او اي حرف
أخذت معي كل أوراقي و منها البعض من مذكراتي
قرأت لها ما لم تقرأه شهرزاد في ليالي
خلف البحار و المحيطات أبحرت بي سفني
لأجد سيدة الثلج.......
و ها انا عندها و هي تتكلم بالصمت
أكملت لها الحكاية
لتبدأ من بعدي بداية النهاية
كيف لي يا سيدتي.....
أن أهرب من صيف تموز
او أخفي قلبي عنه
فقد مللت من حر الصيف
يا سيدتي ساعديني كي أهرب من نفسي
رغم أنني أبحث عنها
يا سيدتي ....
انا اليوم أُعاني من ثورة عصيان
فكل شيء أصبح ضدي
لتشمل حتى القلب و القلم
أين اجد نفسي من بين كل هذه الحروف
و بين تلك السطور و أوراق الزمن
كيف لي ان أمزج بين حر تموز
و بين هجمات سيدة الثلج
كيف لي ان اسكن مملكتي
من غير ظللم السلاطين و ثورات الهوى
ساعديني يا سيدتي
يا سيدة الثلج ......
--------------------------------------------------------------------------------