بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
{إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا}
قال رجل لحاتم الأصم رضي الله عنه: أوصني بشيء أتصل به إلى باب الله سبحانه وتعالى، فقد عزمت على سفر الحج.
فقال: يا أخي، إن أردت أنيسا، فاجعل القرآن أنيسك، وان أردت رفيقا، فاجعل الملائكة رفقاءك، وان أردت حبيبا، فالله سبحانه يتولى قلوب أحبابه، وان أردت الزاد، فاليقين بالله سبحانه وتعالى نعم الزاد، واجعل البيت قبلة وجهك، وطف بسرّك حوله
عبرة ...
مئات بل آلاف السيارات تنظر إليها فتجد المصحف يزين واجهة السيارة , فإذا دققت النظر يلفت نظرك غلاف المصحف باهت اللون , إنه غلاف من الأتربة , مصحف ظل لسنوات في مكانه ما فتحه أحد ليقرأ فيه ......
فلماذا هو موضوع في السيارة إذن ؟؟ .
نفس المشهد يتكرر في بعض المنازل , المصحف على الطاولة يعلوه التراب , كلما ارتطمت عين صاحب المنزل به , رفعه ومسح ما عليه من الأتربة ....يقبله ..ثم يعيده إلى أن تتاح له فرصة لتقبيله مرة أخرى ....
فما فائدة تقبيل المصحف إذا لم يكن ينظر فيه ؟؟ .
مشاهد مكررة نراها كل يوم .....
والسؤال ..
ألهذا أنزل القرآن ؟؟
أللزينة والتقبيل ؟؟
أليوضع منبوذا حتى يعلوه التراب ؟؟
ألينسى حتى تتآكل صفحاته ؟؟
سبحانك هذا بهتان عظيم
هل تدري أخي لماذا أنزل القرآن ؟؟
{كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} (29) سورة ص
{قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا} (2) سورة الكهف
{وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ وَاقٍ}(37) سورة الرعد
يكد الرجال بالليل والنهار لتوفير المال والسكن و جميع وسائل الراحة والتسلية المادية , ولكنهم ينسون تنمية أرواحهم وتزكيتها .
يا خادم الجسم كم تسعي لخدمته .... أتعبت نفسك فيما فيه خسران
أقبل على الروح واستكمل فضائلها .... فأنت بالروح لا بالجسم إنسان
بل حتى وقت الفراغ قد ضاع في أعمال لا طائل من وراءها في الدنيا ولا نفع منها في الآخرة , هذا إن لم تكن هذه الأعمال محرمات وذنوب تشاغل بها الكثيرون عن الذكر وقراءة القرآن ....
إن أردت أنيسا فاجعل القرآن أنيسك , رسالة إلى كل مسلم , في كل وقت وفي كل مكان ...
أيها الحبيب ...,
ما هو أنيسك الآن ؟؟
بمعنى آخر
أي شيء تشعر في وجوده بالراحة ؟؟
تهرع إليه حال فراغك
لا تسأم من وجوده بجوارك
هل هو القرآن ؟؟
إنا لنأسف حين نرى أن كثيرا جدا من شباب المسلمين أنيسهم هو ...المطرب الفلاني لاعب الكرة المشهور ألعاب الكمبيوتر وعدد و عدد وحدث ولا حرج عن أنواع الملهيات
والله المستعان
والذي نلاحظه يا عباد الله في أنفسنا وإخواننا المسلمين عامة هو قلة الاهتمام بكتاب الله والإعراض عن كتاب الله والاستغناء بكتب البشر و الصدود والإعراض إلا ممن رحم
الله و قلة التجويد حتى في بعض أئمة المساجد و قلة الحفظ والتدبر وكثرة المشاغل حتى بين طلبة العلم لا تجدوا إلا القليل النادر ممن يحفظ القرآن أو يحفظ بعضه و إذا
كلف أحدنا بحفظ شيئاً من القرآن استصعب ذلك حتى كأن جبال الدنيا على كاهله , صار القرآن لنا مجرد تلاوة وأصوات وتركنا العمل بما فيه
والعجيب أن تسمع من بعض هذه الأمة من يقول لأخيه وهو يحاوره والله ما قرأت القرآن ستة أشهر لا إله إلا الله أي قلب يعيش وهو لم يمر بكتاب الله ستة أشهر وهو يمر
بالصحف اليومية والمجلات والقيل و القال والخزعبلات وآراء الماجنين والماجنات {أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ(4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ(6) } سورة
المطففين
بل إن كثيرا جدا من المسلمين لا ينظرون في المصحف إلا كل عام في شهر رمضان ..
فهل يحيى قلب هذا شأنه ؟؟؟
أيرق مثل هذا القلب للموعظة ويلين ؟؟
وكيف يعيش في البستان غرس .... إذا ما عُطلت عنه السواقي
وهل تنتصر أمة لها مثل هذا القلب ؟؟
هيهات هيهات .... معنى ذلك هزيمة الإسلام و المسلمين وذهاب الإيمان فوالله لا نصر و لا تمكين و لا عزة إلا بهذا القرآن و الله متى تركناه و نسيناه ابتلينا بكل خزيٍ
وفضيحةٍ في الدنيا والآخرة
أيها الحبيب
إن سبب ما فيه هذه الأمة الآن هو ضياع كتاب الله و أوامره من القلوب
يقول أحد أعداء الإسلام من لي بمن يخرج القرآن من صدور أبناء الإسلام فيرد أحد الأشقياء ويقول نأتي إلى المصحف فنمزقه قال لا لا ينفع نريد أن نمزقه من قلوبهم وقلوب
أبنائهم .
و يقول عدو أخر للإسلام ثلاث ما دامت عند المسلمين فلن تستطيعوا إخراجهم من دينهم ؛ القرآن في صدورهم والمنبر يوم الجمعة والكعبة التي يرتادها الملايين من
المسلمين فإذا قضي على هذه قضي على الإسلام والمسلمين.
فاحذر أن تكون عونا لأعداء دينك .. , أو سببا في هزيمة أمتك ..
يقول الله عز وجل على لسان رسوله ـ صلى الله عليه وسلم {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا} (30) سورة الفرقان
يقول [ابن عباس] ـ رضى الله عنهما ـ مَن لم يختم القرآن في شهر فقد هجره .
و هَجْرِ القرآن على أَدْرُبْ
مِن الناس مَن يهجر العمل به و تلك والله هي الطامة و منهم من يهجر تلاوته فيقدم صحف البشر و مؤلفات البشر على كلام رب البشر يسهر على المذكرات يعللها ويلخص
فوائدها وليس بها فوائد لكن كتاب الله يشكوه إلى الله كتاب الله يشكونا ، هجرناه وأهملناه وضيعناه وخالفنا أوامره و نواهيه ..
عميٌ عن الذكر والآيات تندبنا .... لو كلم الذكر جلمودا لأحياه
يقول شيخ الإسلام [ابن تيمية] رحمه الله :من اعتقد أنه سيهتدي بهدى غير هدى الله فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ويقول جل ذكره
{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} (24) سورة محمد والمعني ما بهم لا يتدبرون ما فيه من العظات ما بهم لا يعيشون مع
الآيات البينات والجواب رانَ على قلوبهم فأقفلت فلا تسمع وأوصدت فلا تنتفع ولو أنها تدبرت لفهمت كلام ربها فاهتدت بهدى باريها ويقول تعالى {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ
عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا} (82) سورة النساء والاختلاف الكثير تجده في الكتب غير كتاب الله عز وجل أما كتابه
{لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} (42) سورة فصلت حالهم مع القرآن
أيها الحبيب
قال الله تعالى { لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ}فما حال قلبك عند سماع القرآن ؟؟
الجبل يتصدع وأنت لا تهتز ولا تخشع ؟؟
عجبا لك ما أقسى قلبك ..
هذا ابن الخطاب ـ رضى الله عنه ـ يسمع قوله تعالى ..
{ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِع ٌ (7) مَا لَهُ مِن دَافِعٍ (8) } سورة الطور
فيعاد شهرالايدري الناس مامرضه..
وأبوبكر ـ رضى الله عنه يبكي حين يتل وبكاءشديدامن خشية ربه حتى لا يفهم من يسمعه شيئا من شدة بكائه ...رضي الله عنهم أجمعين
وهذا رسولنا - صلى الله عليه وسلم -قد كان يحب سماع القرآن كيف لا وهو كلام الله عز وجل ولذلك يقول لـ[ابن مسعود] كما في الصحيحين : " يا عبد الله اقرأ علىّ القرآن
فيخجل عبد الله ويستحي من شيخه صلى الله عليه وسلم ويقول كيف أقرأ القرآن عليك وعليك أنزل ، قال : اقرأ فإني أحب أن أسمعه من غيري قال : فاندفعت أقرأ في
سورة النساء فلما بلغت قول الله {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيدًا} (41) سورة النساء قال حسبك حسبك ، فنظرت فإذا عيناه ـ صلى الله عليه
وسلم ـ تذرفان" تأثر من كلام الله الذي يقود النفوس إلى باريها وتذكر ذاك اليوم الذي يكون فيه شهيدا على العالمين
ويخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما أظلم الليل يمر ببيوت الأنصار يستمع لحالهم في الليل يوم كانت بيوتهم حية بكتاب الله ، يوم ما ماتت بالأغاني والتمثيليات
والمسلسلات والأفلام ، يوم كان ليلهم تعبداً هم فيه سجداً يمر ببيت [أبي موسى] فينصت لأبي موسى وهو يقرأ القرآن فلما جاء اليوم الثاني" قال يا أبا موسى لو رأيتني
البارحة و أنا أستمع لك لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود فيقول يا رسول الله أإنك كنت تستمع لي البارحة ، قال إي والذي نفسي بيده" . وفى بعض الروايات أنه استمع ـ
صلى الله عليه وسلم ـ له من صلاة العشاء حتى صلاة الفجر يقول [أبو موسى] (يا رسول الله والذي نفسي بيدي لو أعلم أنك تستمع لي لَحَبَّرْتُهَ لك تَحْبِيِراً) أي جودته
وحسنته تحسيناً فانظروا كيف كان صلى الله عليه وسلم يعيش مع القرآن وللقرآن ، و كيف كان صحابته رضوان الله عليهم..
و عثمان ـ رضى الله عنه ـ كان ينشر المصحف من بعد الفجر إلى صلاة الظهر يقرأ ودموعه تنهمر على كتاب الله فيقول له الناس لو خففت عن نفسك قال أما والله لو طهرت
قلوبنا ما شبعنا من القرآن , وقد قتل والمصحف في حجره .
ونحن أيها الأحبة ما حالنا مع القرآن ؟؟
إن أحدنايسمع كلام الله فما يتأثر ولا يخشع .. وبعضنا يهم بمعصية فيسمع آيات الله تتلى فلا يرعوي ولا يرجع.
ليتَ شِعْرِي ما الَّذِي أطْلقهُمْ .... مِنْ عُقَالٍ وبقينًا أُسَرَاء
ما لنا نحنُ عَجِبنَا واغْتَرَرْنَا .... أوَ لسْنَا كُلُنَا طينًا ومَاء
لو تبعنا الهدى آثارهم .... لانطلقنا وسمونا للعلاء
فهلا امتثلنا وطهرنا قلوبنا ...
بعض فضائل القرآن
(أبشروا فإن هذا القرآن طرفه بيد الله و طرفه بأيديكم فتمسكوا به فإنكم لن تهلكوا و لن تضلوا بعده أبدا) . (صحيح ) انظر حديث رقم : 34 في صحيح الجامع
1- الخيرية لأهله: للحديث: ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه))(الراوي: عثمان المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 1452خلاصة حكم المحدث: صحيح)
2- الرفعة لقارئه: للحديث: ((يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها)) (الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1426خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح)
3- الشفاعة لصاحبه: للحديث: (اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه) .( صحيح ) انظر حديث رقم : 1165 في صحيح الجامع .
(اقرءوا القرآن فإنكم تؤجرون عليه أما إني لا أقول { ألم } حرف و لكن ألف عشر و لام عشر و ميم عشر فتلك ثلاثون ) . ( صحيح ) انظر حديث رقم : 1164 في صحيح الجامع .
4- الأجر العظيم لقارئه: للحديث: (من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة و الحسنة بعشر أمثالها لا أقول : { ألم } حرف و لكن : ألف حرف و لام حرف و ميم حرف ) . ( صحيح ) انظر حديث رقم : 6469 في صحيح الجامع .
5- خيرية وفضائل لا تنتهي: للحديث: ((إن هذا القرآن مأدبة الله فاقبلوا مأدبته ما استطعتم، إن هذا القرآن حبل الله، والنور المبين، والشفاء النافع، عصمة لمن تمسك به، ونجاة لمن اتبعه، لا يزيغ فيستعتب، ولا يعوج فيقوم، ولا تنقضي عجائبه ولا يخلق من كثرة الرد، اتلوه فإن الله يأجركم على تلاوته)) (الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني - المصدر: ضعيف الترغيب - الصفحة أو الرقم: 867خلاصة حكم المحدث: ضعيف)
6- حضور الملائكة للاستماع: للحديث: ((أن أسيد بن حضير بينما هو في مربده يقرأ إذ جالت (اضطربت) فرسه، فقرأ فجالت فرسه قال: فانصرفت وكان يحي (ابنه) قريبا منها. قال: خشيت أن تطأ عليه (أي تمشي عليه الفرس) فرأيت مثل الظلة فيها أمثال السرج (المصابيح) عرجت في الجو حتى ما أراها، فقال : تلك الملائكة كانت تستمع لك، ولو قرأت لأصبحت يراها الناس ما تستتر منهم)).
7- فرار الشيطان من البيوت العامرة بالقرآن: للحديث: ((لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة )) (الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 7227خلاصة حكم المحدث: صحيح)
8 - الكرامة في الآخرة : (يجيء القرآن يوم القيامة فيقول : يا رب حله فيلبس تاج الكرامة ثم يقول : يا رب زده فيلبس حلة الكرامة ثم يقول : يا رب ارض عنه فيرضى عنه فيقول : اقرأ و ارق و يزاد بكل آية حسنة ) . ( حسن ) انظر حديث رقم : 8030 في صحيح الجامع .
9- وفي القرآن سور لها ميزةكالفاتحة لقول النبي لأبي سعيد بن المعلى: ((لأعلمنك أعظم سورة في القرآن قال: الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني))، (الفاتحة سميت بالمثاني لأنها تثني في كل صلاة) ((أفضل القرآن { الحمد لله رب العالمين } )) (الراوي: أبو سعيد بن المعلى المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 1458خلاصة حكم المحدث: صحيح)
وكذا البقرة وآل عمران للحديث: ((اقرؤوا الزهراوين: البقرة وآل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة غمامتان تحاجان عن أصحابهما))(الراوي: أبو أمامة الباهلي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 1165خلاصة حكم المحدث: صحيح)
وآية الكرسي: للحديث: ((سورة البقرة فيها آية سيدة آي القرآن لا تقرأ في بيت وفيه شيطان إلا خرج منه: آية الكرسي)) (الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: ضعيف الترغيب - الصفحة أو الرقم: 879خلاصة حكم المحدث: ضعيف)
والكهف في يوم الجمعة: للحديث: ((من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين)) (الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 6471خلاصة حكم المحدث: صحيح)
وتبارك: للحديث: ((إن سورة في القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له وهي تبارك الذي بيده الملك)) (الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1474خلاصة حكم المحدث: حسن لغيره) ، ((وقل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن)). (الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر:صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 3070خلاصة حكم المحدث: صحيح)
والمعوذتان: ((قل أعوذ برب الناس وقل أعوذ برب الفلق، للحديث: تعوذ بهما فما تعوذ متعوذ بمثلهما)) (الراوي: عقبة بن عامر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم: 5453خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح)، و يس للحديث: ((قلب القرآن يس لا يقرؤها رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غفر له اقرؤوها على موتاكم)) (الراوي: معقل بن يسار المزني المحدث: الألباني - المصدر: ضعيف الترغيب - الصفحة أو الرقم: 884خلاصة حكم المحدث: ضعيف)
كيف تختم القرآن الكريم كل شهر؟
من المعلوم أن اليوم فيه خمس صلوات وهي " الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء" لذلك فإنه من الممكن قبل كل صلاة أو بعدها قراءة صفحتين من القرآن الكريم أي بمقدار (أربعة أوجه فيكون المجموع عشرة أوراق "
بهذا تكون قد قرأت ما يقارب عشرين وجها وهو الجزء الكامل من القرآن الكريم , وبهذه الطريقة سوف تختم القرآن الكريم كل شهر بسهولة تامة.وبما أن بعض الأشهر تكون "29" يوما يمكن تعويض اليوم الثلاثين الناقص بقراءة ورقتين ونصف أي " خمسة أوجه" كل يوم جمعة زيادة على قراءة الصفحتين أو الورقتين التي تعادل " العشر الأوراق " في نفس اليوم كما ذكرنا سابقا وحيث إن الشهر فيه أربع جمع فكل جمعة تقرأ فيها الورقتين والنصف فيصبح مجموع الأوراق في جميع الجُمع عشرة أوراق أي عشرون وجها باعتبار أنه الجزء الأخير وبذلك نختم القرآن الكريم خلال شهر بكل يسر وسهولة .
كيف نتدبر القرآن ؟؟
لا بد أن تكون هناك خطوات عملية من أجل أن نصل إلى العتبة الدنيا التي نفهم بها عن رب العالمين سبحانه وهذه بعون الله بعض النقاط :
1-الاهتمام باللغة العربية:فالقرآن الكريم نزل باللغة والعربية بل يمكن أن نقول إن اللغة العربية هي الوعاء الذي اختاره الله لتستوعب القرآن الكريم
{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} (2) سورة يوسف
{وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا } (37) سورة الرعد
ولقد كان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه يقول " العربية من الدين "
فلذلك أول خطوة في طريق تصحيح علاقتنا مع القرآن الكريم هو بعض الاهتمام بهذه اللغة فمن يريد أ يتعامل مع القرآن الكريم فلا بد أن يتجاوب مع لغته
2-كثرة التساؤلات في القرآن: قالوا قديما العلم خزائن ومفتاحه السؤال وأي علم أوسع وأغزر من القرآن الكريم فإضفاء التساؤلات المختلفة على القرآن الكريم يعطينا فهما أوسع للقرآن وامتدادا زمانيا ومكانيا له
فمثلا لماذا جاءت هذه السورة قبل تلك ولماذا قدم الجملة هذه على تلك إن هذه التساؤلات وغيرها تجعل القرآن الكريم يفتح لنا أسراره الكامنة وتجعلنا نستنطق كثيرا من الآيات لم تستنطق بعد
3-العمل تحت قول المفسرين العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب: وهي قاعدة مهمة حيث أن ما كان سببا في نزول بعض آيات القرآن الكريم لا يقتصر على الحادثة فقط إنما تقاس عليها كل الحوادث المشابهة فأسباب النزول هي وسائل ايضاحية وليست وعاءا حصريا فما نزل في الوليد بن المغيرة يقاس عليه كل من يتصف بصفاته وما نزل بأبي لهب يقاس عليه كل من يتصف بالصفات ذاتها
4-الاهتمام بالصحيح من تفسير القرآن الكريم: ذلك أن النبي عليه السلام هو الناقل عن الله وهو المبين للقرآن الكريم
5-عدم أسر أنفسنا بالإسرائيليات:التي وردت في التفاسير السابقة لأنها تشكل عقبة في فهم القرآن وتخرجنا عن مقاصده العامة بالإضافة إلى المخالفات الشرعية الموجودة فيها
من آداب تلاوة القرآن
و لتلاوة القرآن آداب نقف عندها وقفات قصيرة عل الله أن ينفع بها
§أولها بل جماعها أن من قرأ رياء أو سمعة كبه الله على وجه في النار.
في الصحيح أنه صلي الله عليه وسلم قال "يؤتي بحامل القرآن رياء فيقول الله له ماذا عملت قال تعلمت فيك القرآن وعلمته قال كذبت وإنما تعلمت ليقال عالم وقرأت ليقال قارئ فقد قيل ثم يُأْمَرُ به فيسحب على وجهه حتى يلقي في النار"(الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2014خلاصة حكم المحدث: صحيح) فلا إله إلا الله لا يُقْرَأ القرآن إلا لوجه الله فأخلص النية في قراءته تؤجر وتثاب وتكون مع السفرة الكرام البررة و يشفع لكم يوم القيامة فيقول القرآن : رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه فيشفع فيه القرآن
*ومن آداب التلاوة أن يقرأ على طهارة لأن ذلك من تعظيم كلام الله عز وجل
*فإذا تتطهر العبد فليرتل وليتدبر القرآن
*ولا يقرأه في أماكن مستقذرة أو في جمع لا ينصت فيه له لأن قراءته في مثل ذلك إهانة له والقرآن منزه عن ذلك لأنه كلام الله
*وليستعذ القارئ بالله من الشيطان الرجيم عند القراءة {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} (98) سورة النحل
*ولتحضر قلبك عند تلاوة القرآن ولتعلم أن الذي أنزل القرآن هو الذي خلق الأنس والجان فامتثل أمره واجتنب نهيه
*و لا ترفع صوتك إن كان حولك من يصلي أو يتلو فتشوش عليهم و هذا ما يقع فيه البعض و هو من علامة الجهل و عدم الفقه في الدين يأتي أحدهم ليقرأ فيرفع صوته ليشوش على المصلي في صلاته وعلى التالي في تلاوته وعلى الذاكر في ذكره وكأن ليس في المسجد سواه ،إَلاَ إن كان بجانبك من يستمع منك فلا بأس أن تسمعه وإن كان بجانبك مصلي فإياك أن ترفع صوتك لأَلاَّ تُشَوِّشْ عليه واسمع للمصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم يخرج على الناس وهم يصلون ويجهرون بالقراءة فيقول "كلكم ينادي ربه فلا يجهر بعضكم على بعض لا يؤذي بعضكم بعضا" (الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 4/134خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح على شرط الشيخين) أو كما قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ و اسمع إلى [الإمام مالك] ـ عليه رحمة الله ـ يوم يقول (أرى في من يرفع صوته ويشوش على المصلين أن يُضْرَْب ويُخْرَج من المسجد)
*ومن آداب التلاوة أن يكون للعبد المسلم حزب من القرآن فأكثر لا يَفْتُرْ عنه يومياً لو تغير كل شيء في الكون ما تغير عن حزبه فهو علامة الإيمان ألا فليكن لكل واحد منا في كل يوم حزب لا يتركه أبداً لتعظم الصلة بالقرآن و لرب القرآن و الإنس و الجان
*و مِن آدابه أن يُعَلَّم الناس ما تعلمناه منه و حظنا من تعليمه الأجر و المثوبة و نبدأ بتعليم أبنائنا وبناتنا و إخواننا و أمهاتنا و آبائنا فهم رعايانا نحن عنهم مسئولون وأمام الله محاسبون "و ما من راع استرعاه الله رعية فبات غاشاً لهم إلا حرم الله عليه رائحة الجنة" و من أعظم الغشَّ ألا تعلم من استرعاك الله عليه القرآن
§ويا من حمل القرآن إياك إياك أن تخالف أمره فإن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول فاسمع "يُمَثَّلُ القرآن يوم القيامة رجلا فيؤتى بالرجل قد حمله فخالف أمره فيُمَثَّل له خَصْما و من لا يُخاصِمُ القرآن فيقول القرآن يا رب حَمَّلْتَه إياي فبئس الحامل تعدى حدودي وضيع فرائضي وركب معصيتي وترك طاعتي فما يزال يخلف عليه بالحُجَجِ حتى يقال شأنك به فيأخذه بيده فما يرسله حتى يكبه على وجهه في النار" نعوذ بالله من النار يا أمة القرآن في شهر القرآن قفوا عند أحكام القرآن و اتلوه في كل حين وآن فهو شافع مشفع مَن جعله أمامه قاده إلى الجنة ومن جعله خلف ظهره ساقه إلى النار و بئس القرار .
*يا حامل القرآن إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقلة إن عاهد عليها أمسكها و إن أطلقها ذهبت)( الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم: 941خلاصة حكم المحدث: صحيح)
خاتمة رجل من أهل القرآن
كنت في غرفة الإنعاش عند ما جاء إلىّ أحد الشباب مسرعاً قال : يا دكتور خالد جزاك الله خيراً الوالد يحتضر تعال لتلقينه الشهادة فقلت : لعلكم أحرص مني على أبيكم وأنتم أكثر عاطفة فاجتهدوا بارك الله فيكم فأصرّ علىّ أن أذهب معه وأخبرني أن هذه رغبة إخوانه جميعاً فأجبته إلى طلبه وذهبت معه فماذا رأيت ؟! رجل قد تعطلت جميع أعضائه تقريباً فقلبه ضعيف والرئة قد توقفت والدماغ كذلك متوقف وهو يحتضر كان ضغطة العالي من ثلاثين إلى أربعين ونبضه من عشرين إلى ثلاثين فقلت : فلان قل أشهد أن لا إله إلا الله فحرك إصبعه ولسانه بالشهادة والعجيب حقاًأن ضغطه أرتفع وهو يتشهد حتى وصل إلى 130 /140 ونبضه كذلك وصل إلى 100 /110 . حتى أن الممرضة صعقت ودهشت وتعجبت مما حصل فكنت ولا زلت أذكرّها بهذا الموقف وأقول لها إنه حجة عليك وعليك أن تدخلي في هذا الإسلام ثم الّتفت إلى أبناءه الصالحين الذين كانوا خير مثال لبر الأبناء مع أبيهم وحرصهم وتناوبهم عليه فقد كانوا يتناوبون عليه ليل نهار وقد قسموا يومهم إلى ستة أقسام على عددهم _ وفقهم الله وأصلح حال الأبناء _ قلت لهم : لعلكم تقرأون عليه شيئاً من القرآن ففعلوا جزاهم الله خيراً وبقى الأب على هذه الحال ثلاثة أيام وضغطة من 130 إلى 140 وهم مستمرون على قراءة القرآن ليلاً ونهاراً ثم توفى رحمه الله فسألت أبناءه هل كان صاحب قراءة للقرآن ؟! فقالوا لقد كان رحمه الله يختم القرآن أسبوعياً وأحياناً يختم في الأسبوع أكثر من مرة فرحمه الله وجمعنا به في دار كرامتهقال أبو مصعب _ أحسن الله خاتمته ووالديه والمسلمين
ثبـت عنـه صلى الله عليه وسلم - أنه قال(أهل القرآن هم أهل الله وخاصته) ( صحيح ) انظر حديث رقم : 2528 في صحيح الجامع .
أخيرا يا أخي أذكرك ...
إن الله ليرفع بهذا الكتاب أقواماً
يرفع الله به من اتبعوه وتدبروه ويضع من أعرضوا عنه فلم يقرءوه ولم يتدبروه ولم يعملوا به
قال [عمر بن الخطاب] رضي الله عنه لأحد ولاته على <مكة> وقد ترك <مكة> ولقيه في الطريق : كيف تركت <مكة> وأتيتني قال : وليت عليها فلاناً يا أمير المؤمنين قال و من هو ذا قال مولى لنا وعبد من عبيدنا قال [عمر] ثكلتك أمك تولى على <مكة> مولى قال يا أمير المؤمنين إنه حافظ لكتاب الله عالم بالفرائض فدمعت عينا عمر وقال صدق رسول الله "إن الله ليرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين "(الراوي: عمر بن الخطاب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 1896خلاصة حكم المحدث: صحيح)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أوصيك بتقوى الله تعالى فإنه رأس كل شيء و عليك بالجهاد فإنه رهبانية الإسلام و عليك بذكر الله تعالى و تلاوة القرآن فإنه روحك في السماء و ذكرك في الأرض) ( حسن ) انظر حديث رقم : 2543 في صحيح الجامع .
القرآن القرآن
جعله الله لكم مخرجاً من كل فتنة ، ونجاة من كل بلية، جعله لكم هدى ونوراً ورحمة وشفاءً وبركة ، جعله خيراً محضاً . فتلاوته واستماعه طاعة لله ، والعمل له والدعوة إليه طاعة لله لا سلامة لكم ولا نجاة ،إلا بالتمسك بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالقرآن الكريم قولاً وعملاً واعتقاداً ، بالعمل بمحكمه والإيمان بمتشابهه، والتصديق باخباره ، فهو حبل الله القائم بينكم وبينه إن تمسكتم به وصلتم إلى الله ، وإن أفلتموه انقطعتم عن الله .
من قرأه بارك الله في عمره و بارك في ولده و بارك في ماله و من أعرض عنه محق الله عمره و أزال هيبته و أفنى كابره و صاغره و جعل معيشته ضنكا و حشر يوم القيامة أعمى ولذلك كان عليه الصلاة والسلام ينادي الناس جميعاً لقراءة القرآن والتلذذ بتلاوته و ألا يهجروه .
فلو داواك كل طبيب داءٍ .... بغير كلام ربي ما شفاك
يا أخي إن تعاهدت كتاب الله كل يوم بالقراءة
فهل يشغلك هذا عن شئ؟؟
هل يعطلك عن عملك؟؟
لا والله ..ولكنها همتك الدنية..وزين الشيطان لك البلية فرأيت أن التكاسل عن كتاب الله يمنحك وقت فراغ تعمل فيه ما تشاءفاليوم لا يحتمل كل هذا الذكر والتلاوة والصلاة والقراءة و..و..وولقد كذبك وغرر بك ...وان أطعته وفرطت في طاعة تلاها بأخرى وأخرى وأخرى حتى يصل بك إلى التفريط في الفرائضيا أخي (القرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها) .
ألا تعلم أن القرآن يأتيك شفيعا يوم القيامة؟؟
يوم يرى كل إنسان عمله أمامه
{فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ} (7) سورة الزلزلة
ألا تعلم أن الحرف بحسنة والحسنة بعشرة أمثالها والله يضاعف لمن يشاء؟؟
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (اقرءوا القرآن فإنكم تؤجرون عليه أما إني لا أقول { ألم } حرف و لكن ألف عشر و لام عشر و ميم عشر فتلك ثلاثون ) . ( صحيح ) انظر حديث رقم : 1164 في صحيح الجامع .
تذكر ...
الوقت بيد الله إن استخدمته في الطاعة بارك الله في وقتك وأطاله وإلا أضاع منك يومك دون أن تدري كما يحدث لك الآن.. فابدأ يا أخي بتهذيب نفسك وإحياء قلبك وتذكر يوما لا ينفع فيه مال ولا بنون
{إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} (89) سورة الشعراء