الســـــــــــــــــــــــــــلام عليــــكم ورحمة الله وبركاته
..[ كـــــرة القـــــدم ] ..
عرفت مختلف الحضارات في العصور القديمة أشكالاً مشابهة للعبة كرة القدم الحالية..
هذه اللعبة والرياضة التي أصبحت الأكثر انتشاراً وشعبية في العالم..
استطاعت أن تتخطى جميع الحدود.. فاستطاعت أن تنفذ إلى عمق عواطف الجماهير..
وأعجب بها الكبار والصغار من مختلف الأعمار.. يجري عشقها في عروقهم مجرى الدم..
يمارسونها بمتعة خالصة.. ويتابعون أخبارها بشغف.. وهي أكثر ما تشرئب له أعناق الجماهير..
.. [ فما هي كرة القدم ..؟ ولما كل هذا العشق ..؟ ]..
كرة القدم : هي تلك المستديرة المصنوعة من الجلد والمملوءة بالهواء ويتناقلها اللاعبون
اللاعبون: أشخاص لهم أعداد معينة ولباس مخصص مختارين بدقة يتعاونون لإيصال الكرة إلى هدف معين ويحاولون تطبيق ما يملي عليهم المدرب.
المدرب: ذلك الشخص الذي يرسم الخطة للاعبين من خارج الملعب و يضع كل لاعب في مكانه المناسب لإتمام ذلك الهدف
الهدف (المرمى): هو تلك المساحة المحاطة بمواد معينة لتستقبل كرات الخصم
الخصم: منافس الفريق.
الفريق: يكون اللاعبين مقسمون إلى فريقين بالتساوي .. لكل فريق زيه الخاص ومدربه الخاص ومرماه الخاص الذي يحاول الدفاع عنه بوضع لاعبين هم الدفاع والحارس
الحارس: أهم عنصر في الفريق والذي يسمح له مالا يسمح لغيره من اللاعبين ربما لصعوبة مهمته فعليه أن لايسمح للخصم بإدخال الكره في مرماه..
ويخصص له لباس معين ومنطقة معينة لايحق له تجاوزها حاملاً الكره.. تلك المنطقة هي منطقة الجزاء.
منطقة الجزاء: مساحة معينة يجب على المدافعين الحذر وعدم ارتكاب الأخطاء فيها لأن ذلك قد يتسبب بما يسمى بضربة الجزاء.
ضربة الجزاء: جزاء ما ارتكبه اللاعب (المدافع) من خطأ داخل هذه المنطقة.
أو جزاء ما يتعرض له اللاعب من إعاقة داخل هذه المنطقة بمجرد ما يقدر ذلك الحكم.
الحكم: الشخص الذي يسيّر النظام في المباراة ويقرر ما إذا كانت الأخطاء تستحق العقوبات أم لا ويكون ذلك بإطلاق صافرة
الصافرة: ما يحمله الحكم الأول فقط.. فهناك ثلاثة حكام خارج الملعب لكل منهم وظيفته..
يستعملها الحكم الأول للإشارة عن وجود خطأ أو للإعلان عن نهاية شوط.
الشوط: تقسم المباراة إلى شوطين متساويين لهما وقت معين.. في نهاية الشوط الأول يتجه اللاعبون إلى غرفة الملابس.
غرفة الملابس: المكان الذي يأخذ فيه اللاعبين فترة معينة للإستراحة.. ويأخذ فيها توجيهات المدرب وربما رئيس النادي.
رئيس النادي: الشخص الذي يجب أن ينفق بسخاء على النادي ولا يبخل بجلب أفضل اللاعبين ليحصل بذلك الفوز.
الفوز (الفرحه ): عكس الخسارة .. وهو ما يجنيه الفريق من نقاط عند حسمه النتيجة لصالحه بعد إنتهاء الوقت المخصص للمباراة.. فما أجمل الفوز وما يتبعه من الأهازيج.
الأهازيج: مهما اعتاد الفريق على الفوز فلن يمل من سماع الأهازيج التي يطلقها الجمهور.
الجمهور: نحن الذين عشقنا هذه المجنونة.. عشقناها وما بها من أفراح وأحزان فلولا الحزن لما كان الفرح والعكس صحيح.
- - - * * - - -
هذا هو المعنى العلمي لـ [.. كرة القدم ..] .. أما نحن جمهورها فلا نعرفها بتلك التعريفات العلمية العقيمة..
وإنما نعرفها بما فيها من جنون وما سجله التاريخ عنها من حضور واساطير لازلنا نذكر اسماءهم
فما سرها تلك الساحرة التي لا تعرف المستحيل والأدلة على ذلك كثيرة:
- - - * * - - -
لن نذهب بعيداً فمن منا لا يذكر ما حدث في نهائي أبطال أوروبا موسم 2004 .. في ملحمةٍ كروية بين ميلان وليفربول عندما تغييرت وجهة اللقب في 6 دقائق
( هي ليست مفاجأة وإنما معجزة )
من لا يذكر تلك المباراة الدراماتيكية التي احتضنها ملعب أتاتورك بإسطنبول.. والتي استمتع بها حتى جماهير الفريق المهزوم.. المباراة التي اعتقد الجميع أن شوطها الأول كان كافياً لإعلان أحقية ميلان باللقب السابع.. ولكن هي كرة القدم.. فبعد أن انتهى الشوط الأول بنتيجة 3-0 لمصلحة النادي الإيطالي.. وذهب الفريقان إلى غرفة الملابس.. وفي الإستراحة.. بدأ لاعبوا ميلان يتبادلون التهاني والتبريكات.. وبدأ مالديني كابتن ميلان يحضر نفسه لحمل الكأس الاوروبية.. وخيّل للجميع أن الشوط الثاني سيشهد رقماً قياسياً من الأهداف لنهائي أوروبي..! وأنه قد انتهى كل شيء والشوط الثاني مجرد تحصيل حاصل أو على أقل تقدير المحافظة على التقدم حتى يتم إعلان نهاية الشوط الثاني..
ومع بداية الشوط الثاني.. فاجئنا ليفربول بحماس واصرار وعزيمة ربما كان المفهوم الأول لها هو تحسين النتيجة وتفادي الفضيحة الكروية.. انطلق جيرارد ورفاقه بكل قوة مع التعديل في مراكز اللاعبين.. استغلوا استرخاء لاعبي ميلان فحصلت المعجزة وكانت أحداثها كالآتي:
- اندفاع جيرارد ليتلقى عرضية ريزا و يحولها رأسية جميلة كهدف أول.
- مخاطرة فردية من سمشر يسدد من تمريرة هامان من خارج المنطقة ويسجل.
- ينطلق الفتى الذهبي كابتن ليفربول جيرارد داخل المنطقة ويحصل على ضربة جزاء..
ويلعب الحظ دوراً كبيراً ليسجل منها الونسو بعد أرتدادها من يد ديدا هدف التعادل.
كل ذلك حدث في ست (6) دقائق 54, 56, 60
عاد ميلان فيما تبقى من وقت وكان هو الأخطر ولكن دفاع الليفر وحارسه دوديك كانوا لهم بالموعد.. حتى أعلن الحكم عن نهاية 120 دقيقة دون فائز.. لجأ الفريقان بعدها إلى ركلات الترجيح التي رجحت كفة ليفربول.. فبعد التأخر بـ3 أهداف جاء التحول إلى تضييق الفارق إلى التعادل إلى الفوز.
وفي نهائي آخر من نفس البطولة.. قبل تقريباً 6 أعوام وعلى ملعب النوكامب.. ألتقى مانشستر يونايتد وبايرن ميونخ في نهائي لم يكن بالحسبان
( أبناء فيرغسون فعلوها.. ومن البايرن انتزعوها )
الجميل في ذلك النهائي أنه منذ انطلاقة المسابقة لم يلتق بايرن ميونيخ ومانشستر يونايتد اطلاقاً على الصعيد الاوروبي.. أما في ذلك الموسم موسم 98/99 ألتقى الفريقان في الدور الاول وانتهت المباراتان 2-2 ذهاباً في ميونيخ.. و1-1 ايابا في مانشستر.. وفي الموسم ذاته التقى الفريقان مجدداً على النهائي الشهير والدراماتيكي عندما تقدم بايرن ميونيخ 1-صفر حتى الدقيقة 90 قبل ان يسجل الاحتياطيان تيدي شيرينجهام والنرويجي اولي جونار سولسكيار هدفين في الوقت بدل الضائع لينتزعا الكأس من الفريق البافاري.
- - - * * - - -
وتاريخ هذه اللعبة عودنا على المفاجآت.. فلو عدنا بالزمن قليلاً للوراء وتوقفنا عند نهائي كأس العالم 98 بين فرنسا مستضيفة البطولة والبرازيل حاملة اللقب..
( فرنسا تدخل التاريخ من بوابة البرازيل )
قد يقول البعض أين المفاجئة في تلك المباراة فكلا الفريقين كبيرين والنتيجة لم تكن كبيرة إلا ذلك الحد ولا دراماتيكية.. وفي مثل تلك المباريات لابد هناك من فائز و مهزوم.. فأين المفاجأة..
هل يعني أن فرنسا استضافت البطولة ذلك الوقت أي أنها ضمنت اللقب أو على الأقل ستصل للنهائي.. لا طبعاً.. وإن كان ذلك صحيحاً فلن نجد إلا القمر أو المريخ لنقيم عليه البطولات.
أقول هذا لأن فرنسا فعلاً فعلت مفاجأة ليس فقط في النهائي بل في المسابقة كلها.. فمن كان يعرف فرنسا قبل ذلك المونديال.. نعم نعرف فرنسا ذلك البلد السياحي المناسب لقضاء عطلة كاملة.. ونعرف بلاتيني وزيدان فقط لا أكثر.
جميع التوقعات انصبت لمصلحة المنتخبات ذات التاريخ العريق.. هنالك من رشح البرازيل للفوز بالكأس وهناك من قال ايطاليا وغيره قال انجلترا وألمانيا والارجنتين و غيرها وغيرها.. ولكن لم يتوقع أحد أن تفعلها فرنسا صاحبة التاريخ المتواضع..
نعم فوز فرنسا على البرازيل كان فوزاً تاريخياً لأنه على البرازيل وما أدراك ما البرازيل موطن كرة القدم, حاملة اللقب والتي لديها خبرة نهائيات كأس العالم وعناصر تعرفونهم جيداً.. وهو تاريخي لأنه بتلك النتيجة.. ومن المنتخب الذي ظهر فقط في ذلك المونديال..
- اقيمت المباراة في استاد فرنسا في ساني دوني
- سجل الأهداف زيدان (27, 45) - امانويل بوتي (90)
- - - * * - - -
يظل الحديث عن النهائيات.. ففي كأس العالم 1990 تثأثر ألمانيا لخسارتها أمام الإرجنتين في نهائي كأس العالم 1986
( الثأر لدموع رومينيجه )
بعد خسارة ألمانيا في نهائي كأس العالم 1986 أمام الإرجنتين بنتيجة 2-3 انهارت دموع اللاعب هانز رومنيجه وبكى بشده في منظر مؤثر للغاية على محبي هذا اللاعب الكبير بعد أن أخفق في تحقيق اللقب مرتين الأولى كانت أمام إيطاليا 1982 والثانيه أمام الأرجنتين فقرر بعدها الاعتزال دولياً..
بعد 4 سنوات على هذه الحادثة.. جاء المشهد ليكرر نفسه في نهائي 90 ولكن هذي المره كانت الفرحه من نصيب الألمان الذين ثأروا لخسارتهم واخذوا الكأس من الارجنتين .. فتناثرت دموع الأسطورة مارادونا في مشهد يثير الشفقه لهذا اللاعب الذي صال وجال في الملاعب ولكن هذا هو حال كرة القدم.. واسترجع الألمان دموع رومنيجه.. حتى أن أحد مشجعي الألمان كان يحمل لافته مكتوب عليها (دموعك غاليه يا رومنيجه)..
حقاً.. انها تراجيديا كرة القدم
- - - * * - - -
ويستمر سيناريو الأفراح والأحزان.. ففي موسم 2001/2002 وفي ختام مباريات الدوري الايطالي.. ألتقى انترميلان ولازيو وكان الانتر يحتاج فقط للنقاط الثلاثة في تلك المباراة ليتوج نفسه بطلاً للدوري الايطالي ذلك الموسم.. وفي مباراة خير عنوان لها هو....
( النسور تحرم الأفاعي من لقب طال انتظاره )
في ختام مباريات الدوري الايطالي .. وفي مباراة شبيهة بالنهائي بالنسبة للانتر.. فالفوز في تلك المباراة يعني تتويجه بطلاً للكالشيو لذلك الموسم.. وتتويجاً للمستويات الرائعة التي ظهر فيها مدرب الفريق ولاعبوه بقيادة موراتي رئيس النادي الذي فعل كل شيء للحصول على ذلك اللقب.. ولكن.. وآآه يا لكن وآآه يا كرة القدم.. انتهت المباراة على عكس ما توقعه الجميع وعلى عكس ما تمناه جمهور الانتر الذي كان واثقاً من لاعبيه.. جاءت نتيجة المباراة كالصاعقة على الجماهير المتعطشة للقب الذي طال انتظاره.. لازيو يسحق الانتر بخماسية مقابل هدفين لعلها تخفف من وقع المفاجأة.. وقف جمهور الانتر مذهولاً.. وبكى لاعبوه وبكت السان سيرو بأكملها في يوم لن تنساه جماهير النادي العريق.
- - - * * - - -
ولم يكن جنون الكرة متواجداً فقط في الملاعب الأوروبية حيث لم تخلوا ملاعبنا المحلية من المفجآت.. والتي من ابرزها نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين عام 1418هـ بين الهلال والشباب والتي احتضنها استاد الملك فهد الدولي بالرياض.. تلك المباراة التي تستحق أن نتوقف عند أحداثها..
( عندما يكون للقائد رأي آخر )
الهلال يواجه الشباب في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين.. بدأ الشوط الأول الذي باغت فيه الشباب الهلال بهدفين مبكرين من أقدام النجم فهد المهلل وسط أداء مهزوز جداً فكان نجوم الشباب يتلاعبون بالهلال ودفاعه وحارس مرماه كما يريدون لكنهم اكتفوا بالهدفين وهي التي لم تكن عائقا أمام الهلال لإدراك التعادل ومن ثم انتزاع الفوز تتويجاً لصدارة هلالية دائمة لفرق المسابقة منذ اسبوعها الأول..
بدأ الشوط الثاني.. بين طموح هلالي بالتعويض وطموح شبابي بالمحافظة على التقدم.. صحح الهلال من أوضاعه ببعض التغيرات التي أجراها المدرب.. فبدأ الهلال يشكل خطورة على مرمى الشباب والتي اثمرت عن هدف في الدقيقة 67 من ضربة جزاء تقدم لها كابتن الهلال سامي الجابر ليحرز الهدف الهلالي الأول هدف اعاد الأمل من جديد للهلاليين.. لتبدأ بعد ذلك محاولات التعديل اليائسة.. وفي وقت استعد فيه الشبابيون للاحتفال بمعانقة الذهب كان لقائد الهلال رأي آخر.. فبعد أن تلقى تمريرة النجم الشاب نواف التمياط ويسدد من مسافة بعيدة سكنت الكرة شباك الحارس الشبابي كهدف تعادل هلالي والمباراة تلفظ انفاسها الأخيرة.. لتمتد المباراة للأشواط الإضافية التي شهدت الهدف الذهبي من أقدام عبد الله الجمعان كهدف الفوز الهلالي.
’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’ * النــــهايـــــــــة * ’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’
هكذا عرفنا كرة القدم ولهذا أحببناها..
وتاريخ هذه اللعبة مليء بمثل تلك الحكايات التي لم نراها حتى في سينما هوليوود..
فهي جميلة لبساطتها وعفويتها رغم ذلك فهي تحبس الأنفاس و تخفق لها القلوب بشدة..
أفلا تكون مجنونة.. ونحن أيضاً مجانين..
-
-
-
وفي الختام آمل أن أكون وفقت فيما كتبت وأن ينال موضوعي اعجابكم واستحسانكم.. كما يسرني استقبال ملاحظاتكم..
كل الشكر لمن قرأ الموضوع