عرب ابو محمد Admin
مزاجي : الجنس : عدد المساهمات : 2822 تاريخ التسجيل : 30/05/2010
| موضوع: معجزة الاسراء والمعراج السبت يوليو 02, 2011 5:53 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1)﴾
( سورة الإسراء: 1 )
حقاً إنه سميع بصير، سميع لدعاء عباده، بصير بأحوالهم لقد كان العام العاشر للبعثة بالنسبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم عام الحزن... ففيه توفيت زوجته السيدة خديجة، صديقة النساء، التي حنت عليه ساعة العسرة، والتي واسته في أيام الشدة، بنفسها ومالها وفي هذا العام توفي عمه أبو طالب، الذي أظهر من النبل في كفالته ومن البطولة في الدفاع عنه، الشيء الكثير، وقد نالت قريش من النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاة عمه، ما لم تنل منه في أي وقت مضى.
وفي هذا العام أيضاً خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطائف، يلتمس هداية أهلها ونصرتهم، فردوا دعوته رداً منكرا وأغلظوا له في القول، وأغروا به سفهاءهم.
لقد تحمل النبي صلى الله عليه وسلم من الشدائد ما لم يحتمله بشرٌ على الإطلاق إلا أن يكون نبياً.
هذه الشدائد... ! حملت النبي صلى الله عليه وسلم على أن يشكو إلى الله ضعف قوته، وقلة حيلته، وهوانه على الناس والشكوى إلى الله من أجل مظاهر العبودية، والضراعة إليه من أعظم القربات.
أيها الأخوة الأكارم: حقاً إنه سميع بصير، فما من مخلوق يعتصم بالله من دون خلقه، فتكيده أهل السماوات والأرض، إلا جعل الله له من بين ذلك مخرجا.
لقد أسرى الله بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى بيت المقدس، جسماً وروحاً، وعُرِجَ به إلى السماء كذلك حيث:
﴿ ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11)﴾
( سورة النجم: 8 ـ 9 ـ 10 ـ 11 )
﴿ لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18)﴾
( سورة النجم: 18 )
أيها الأخوة الأكارم:
لقد كان الإسراء والمعراج، مسحاً لجراح الماضي، وتثبيتاً لقلب النبي صلى الله عليه وسلم، وتطميناً على مستقبل الدعوة وتعويضاً عن جفوة الأرض بحفاوة السماء، وعن قسوة عالم الناس بتكريم الملأ الأعلى.
لقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم، في الإسراء والمعراج أن الله معه بالرعاية والعناية، وأنه كرمه تكريماً فريداً من نوعه وعرفه بأنه سيد ولد آدم، وسيد الأنبياء والمرسلين، لقد رأى ملكوت الأرض والسماوات، وما تؤول إليه الخلائق بعد الممات، لقد رأى من آيات ربه الكبرى.
لهذا تعد معجزة الإسراء والمعراج من أضخم أحداث الدعوة الإسلامية، حيث سبقتها البعثة، وجاءت من بعدها الهجرة والفتح.
أيها الأخوة : أما نحن ـ المسلمين ـ فماذا يعلمنا الإسراء والمعراج ؟.. وقد أُنزل فيه قرآن، يتلى إلى يوم القيامة، إن في الإسراء والمعراج دلالات كبرى، ومنارات جُلَى، ومواعظ بليغة، أكثر من أن تحصى وأجل من تستقصى !...
إنه يعلمنا أن الدنيا دار التواء، لا دار استواء، ومنزل ترح لا منزل فرح، فمن عرفها لم يفرح لرخاء، ولم يحزن لشقاء، وأن الله تبارك وتعالى قد جعلها دار بلوى، وجعل الآخرة دار عقبى، فجعل بلاء الدنيا لعطاء الآخرة سببا، وجعل عطاء الآخرة من بلوى الدنيا عوضا، فيأخذ ليعطي، ويبتلي ليجزي.
إن الإسراء والمعراج يعلمنا أن للمحن والمصائب، حكماً جليلة منها أنها تسوق أصحابها إلى باب الله تعالى، وتلبسهم رداء العبودية وتلجئهم إلى طلب العون من الله.
إن الإسراء والمعراج يعلمنا أنه لا ينبغي أن تصدنا المحن والعقبات، عن متابعة السير في استقامة وثبات.
إن الإسراء والمعراج يعلمنا أنه مادام الله هو الآمر، فلا شك أنه هو الضامن والحافظ والناصر.
إن الإسراء والمعراج يعلمنا أنه لولا الجهاد والصبر، ما عُبد الله في الأرض، ولا انتشر الإسلام في الخافقين، ولما قمنا في هذا المكان نوحد الله ونسبحه وندعوا إليه.
إن الإسراء والمعراج يعلمنا أن اليسر مع العسر، وأن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب.
أخوت الإيمان في كل مكان: إن من أجل دروس الإسراء والمعراج، أن الله تعالى كرم النبي محمداً صلى الله عليه وسلم، بالعروج إليه، لينال به أعلى درجات القربات، وكرم أمته بأن فرض عليهم الصلوات، لتكون معراجاً لها إلى رب الأرض والسماوات.
لقد فرضت الصلاة التي هي من أجل القرب، في أعلى مستويات القرب.
لقد فرضت الصلاة وحياً مباشرا، والنبي صلى الله عليه وسلم في سدرة المنتهى، وجنة المأوى، حيث دنا فتدلى، فكان قاب قوسين أو أدنى.
لقد فرضت الصلاة، لأنها عماد الدين، فمن أقامها فقد أقام الدين، ومن هدمها فقد هدم الدين، لأن الدين أيها الأخوة في جوهره اتصال بالخالق، وإحسان إلى المخلوق، فالناس رجلان: شقي وسعيد شقي لأنه مقطوع عن الله، متفلت من منهجه، مسيء إلى خلقه وسعيد لأنه موصول بالله، منضبط بشرعه، محسن إلى خلقه.
لقد فرضت الصلاة أيها الأخوة: لأنها ترقى بالإنسان من عالم الأوهام إلى عالم الحقائق، ومن عالم المادة إلى عالم القيم، ومن التمرغ في وحول الشهوات إلى التقلب في جنات القربات، من سفاسف الأمور إلى معاليها، من مدافعة التدني إلى متابعة الترقي، إنها ترقى بالمصلي من حال إلى حال، ومن منزلة إلى منزلة، ومن مقام إلى مقام.
أيها الأخوة الأحباب:
النوع الإنساني من طبيعته التكوينية، أنه هلوع، والهلوع هو الجزوع المنوع، والجزوع المنوع، هو الحريص على سلامته الحريص على ما في يديه، إن هذا الضعف في بناه النفسية يلجئه إلى باب الله تعالى، فيسعد بهذا اللجوء وبهذا القرب، ولو خلق الإنسان قوياً لاستغنى بقوته فشقي باستغنائه، لهذا استثني المصلون من هذا الضعف الخلقي، البشري، قال تعالى:
﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً (21) إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22)﴾
( سورة المعارج: من 19 ـ إلى22 )
ولقد أورد الإمام المناوي في كتابه " الإتحافات السنية " حديثاً قدسياً رواه البيهقي، عن أبي الدرداء، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول الله عز وجل:
إني والإنس والجن في نبأ عظيم، أخلق ويُعبد غيري، وأرزق ويُشكر سواي، خيري إلى العباد نازل، وشرهم إليّ صاعد، أتحبب إليهم بنعمي، وأنا الغني عنهم، ويتبغضون إليّ بالمعاصي وهم أفقر شيء إليّ، من أقبل عليّ منهم تلقيته من بعيد، ومن أعرض عني منهم ناديته من قريب، أهل ذكري أهل مودتي، أهل شكري أهل زيادتي، أهل معصيتي لا أُقْنِطُهم من رحمتي، إن تابوا فأنا حبيبهم وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم، أبتليهم بالمصائب، لأطهرهم من الذنوب والمعايب، الحسنة عندي بعشرة أمثالها وأزيد، و السيئة بمثلها وأعفو و أنا أرأف بعبدي من الأم بولدها.
أيها الأخوة الأكارم:
الصلاة كما أرادها الله تعالى، أجل وأعظم من أن تكون مجرد حركات وسكنات، وقراءات، ليس غير... إنها قرب من الله تعالى:
﴿ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19)﴾
( سورة العلق: 19 ) ومع القرب خشوع، إنها وعي.
﴿ لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ﴾
( سورة النساء: 43 )
ومع الوعي العقل.. ليس للمرء من صلاته إلا ما عقل منها.
إنها عروج.. " الصلاة معراج المؤمن ".. ومع العروج مناجاة.. " لو يعلم المصلي من يناجي ما انفتل ".
،،
المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله، متعبد الأنبياء السابقين ومسرى خاتم النبيين، مسجد نوه الله به في الآيات المفصلة، وتليت فيه الكتب المنزل أولى القبلتين، وثاني المسجدين، وثالث الحرمين الشريفين، لا تشد الرحال بعد المسجدين إلا إليه، المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله، ببركات الدين والدنيا أضحى بالإسراء إليه والمعراج منه، وحث النبي صلى الله عليه وسلم، على شد الرحال إليه، أضحى رمزاً للشخصية المعنوية للمسلمين، فكيف نشد الرحال إليه ؛ والطريق ليست سالكة ولا أمنه، كيف نشد الرحال إليه ؛ وقد أصبحت عرضة للاستيلاء عليه، وتدليس رحابه الطاهرة من قبل أعداء الله، أعداء الحق الذين سلبوا الأرض، ونهبوا الثروات، و انتهكوا الحرمات، وأفسدوا العقائد وأفرغوا القيم، وزوروا التاريخ، إنهم الصهاينة،
وفي ذكرى الإسراء والمعراج إيماء قوي إلى العرب حملة رسالة الإسلام، وإلى المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، أنه مفروض عليهم، وقد بارك الله حوله، أن يحفظوا له هذه البركة ومتى أعتدي عليها، فعليهم إن يرجعوا إلى ربهم كي يستطيعوا إن يحرروه من أيدي الغزاة شذاذ الأفاق، ويحيوا بتحرره سيرتا فاتحي عمر بن الخطاب، وصلاح الدين الأيوبي.
وأنتم أيها الثائرون في الأراضي المحتلة بوركت سواعدكم وسلمت أيديكم لقد كنتم رمز البذل والعطاء، ولقد ضربتم المثل في التضحية والفداء، لقد تحركت فيكم معاني العزة والإباء، فأقلقتم مضاجع الصهاينة الأعداء،
ولكن استمعوا معي إلى وصية سيدنا عمر بن الخطاب إلى سيدنا سعد بن أبي وقاص رضي الله عنهما، يقول عمر لسيدنا سعد، أما بعد:
فإني آمرك ومن معك من الأجناد بتقوى الله عز وجل، فإن تقوى الله أفضل العدة على العدو، وأقوى المكيدة في الحرب، وآمرك ومن معك، أن تكونوا أشد احتراسا، من المعاصي فإنها أضر عليكم من عدوكم، وإنما تنصرون بمعصية عدوكم لله، فإن استويتم في المعصية، كان لهم الفضل عليكم بالقوة.
| |
|
محمد ابو عرب مشرف الاقسام الرياضية
مزاجي : اوسمة المنتدى :
الجنس : عدد المساهمات : 158 تاريخ التسجيل : 19/03/2011 العمر : 24 الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=100006517690701
| موضوع: رد: معجزة الاسراء والمعراج الإثنين يوليو 04, 2011 9:16 pm | |
| ALIGN=CENTER]
[center] [size=25]طرح بمنتهى الروعهـ [b]سلمت يدآكـ على هذآ الإبدآع[/b] [b]لاعدمنـآ هذا التميز [/b] يعطيكـ ربي العآفيهـ [b]بـ إنتظارجديدك بكل شوق[/b] حفظك ربي ورعاكوجعلك من الصالحين
|
| |
|
ابن سوريا مشرف المنتديات التقنية
الجنس : عدد المساهمات : 112 تاريخ التسجيل : 01/04/2011
| موضوع: رد: معجزة الاسراء والمعراج الخميس يوليو 07, 2011 2:03 pm | |
| غاية في الاهميه
جزاك الله خير
ان شاء الله يوفقك ربي ويسعدك
تحيتي | |
|
سحابة صيف المسؤول الامني للمنتدى
مزاجي : الجنس : عدد المساهمات : 338 تاريخ التسجيل : 27/01/2011 الموقع : ranem.ahladalil.com
| موضوع: رد: معجزة الاسراء والمعراج الأحد يوليو 10, 2011 6:44 am | |
| كلمات رائعة وجميلة
دمت ودام قلمك المبدع
تقبل مروري المتواضع بين ثنايا
كلماتك
| |
|
بنت السعودية مشرفة ليالي الغربة الطبية
مزاجي : الجنس : عدد المساهمات : 418 تاريخ التسجيل : 31/03/2011 العمر : 33 الموقع : الرياض
| موضوع: رد: معجزة الاسراء والمعراج الجمعة يوليو 15, 2011 11:18 pm | |
| جزاك الله كل الخير
موضوع رائع | |
|
عرب ابو محمد Admin
مزاجي : الجنس : عدد المساهمات : 2822 تاريخ التسجيل : 30/05/2010
| موضوع: رد: معجزة الاسراء والمعراج الأحد يوليو 17, 2011 10:53 am | |
| جزاكم الله خيرا على مروركم الرائع لكم تحيتي ودمتم بحفظ الرحمن ورعايته | |
|
نزف الجروح مشرفة ليالي الغربة للغات الاجنبية
مزاجي : اوسمة المنتدى :
الجنس : عدد المساهمات : 1260 تاريخ التسجيل : 02/04/2011 العمر : 42
| موضوع: رد: معجزة الاسراء والمعراج الإثنين يوليو 18, 2011 1:07 am | |
| | |
|
عرب ابو محمد Admin
مزاجي : الجنس : عدد المساهمات : 2822 تاريخ التسجيل : 30/05/2010
| موضوع: رد: معجزة الاسراء والمعراج الخميس يوليو 21, 2011 12:39 pm | |
| | |
|